صدرت حديثاً رواية «الكثير من الهراء» للكاتبة المقدسيّة دعاء إبراهيم، عن برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان مع دار الأهلية للنشر منتصف العام 2019.
تتناول الرواية معاناة الفتاة في المجتمعات العربيّة، من خلال استعراض أربعِ شخصياتٍ أنثوية يجدن أنفسهنّ في مكان واحدٍ من دون معرفة سبب وجودهنّ، تكون هذه الشخصيات هي محصلّة انفصام نفسيّ تعاني منه البطلة، والرواية تستعرض كيف خلِقت كل شخصيّة. تُركّز دعاء إبراهيم على العادات والتقاليد والدين وتطبيقه الخاطئ والمجتمع والأهل كأسبابٍ أدّت إلى ظلم الفتاة، إضافة إلى الأذى الجسديّ والنفسيّ المرتبط بالاغتصاب وسِفاح القربى.
تصف إبراهيم روايتها بالسوداويّة، ليس لأن نظرتها للمجتمع كذلك، وإنما الحقيقة هي أن النظرة لهذه الموضوعات سوداوية وغير منصفة للمرأة، إضافة إلى أنّ الرواية تطرحُ سؤال الذكوريّة كمفهوم متجسّد في المجتمعات العربيّة بين ما يتأصل في الذكر منذ بداية خلقه، ويتجسّد في عقل المرأة حتى تبتكر شخصيّة ذكر بداخلها، لاعتقادها أنّه الحلّ لمشاكلها في مجتمعها.
تعرض الروائية المقدسية دعاء إبراهيم في روايتها مراحل الصدمة التي تمرّ بها الفتاة – التي عانت من الاغتصاب – فتكون مرحلة النكران هي الأولى، ثمّ الخضوع، فمرحلة المقاومة والقوّة، وصولاً إلى حالة البرود وعدم الاهتمام، انتهاءً باستحضارها حالة الذكر الذي – من المتوقع – أن يُخرجها من أزمتها، وفي الوقت نفسه، تحاول العودة إلى شخصيّتها الأساسيّة التي تعرضّت لسفاح القُربى.
وترى دعاء في روايتها طريقاً لبداية التغيير، انطلاقاً من مؤازرة الفتيات للحديث عن التعنيف والمعاناة التي يعانين منها، كبدايةٍ لوقف هذه الأساليب، والتمتّع بلحظاتِ قوةٍ لقلب الطاولة في وجه المجتمع، ممثلاً بالأقارب والأهل والعادات.
وفي روايتها – حسب وصفها – صوت لمن لا صوت له، فقالت: «بحبّ أكون صوت الضعفاء في العالم».
الجدير بالذكر أن رواية «الكثير من الهراء»، حصلت على جائزة تشجيعية في مسابقة قطان الكاتب الشاب للعام 2017، وأوصت لجنة تحكيم المسابقة بنشرها.
المصدر: صحيفة البناء