صدرت حديثا رواية “سيدة أيلول” للكاتب زياد محافظة عن دار فضاءات الأردنية للنشر والتوزيع بعمان.
وسبق أن صدر للكاتب خمسة أعمال روائية عن دار فضاءات، هي: (يوم خذلتني الفراشات، ونزلاء العتمة، حيث يسكن الجنرال، وأفرهول، وأنا وجدي وأفيرام). والمجموعة القصصية: أبي لا يجيد حراسة القصور.
وسيدة أيلول، رواية تتسيد فيها المرأة النص، لتحتل دور البطولة المطلق، في لحظة انكسار، لحظة تتلوث فيها أصابع الأخوة بالدم، ذلك الدم الذي له نفس الرائحة، نفس اللون، ونفس الوجع والهم. لحظة انهيار، القاتل فيها والمقتول منهزمين، لأنهما بطريقة او بأخرى يؤثثان لانهيار القادم، حيث تتكسر النصال على النصال، لكن قانون الحركة والتوالد يأبى إلا أن تظل المرأة في كل زمان، في الانتصار وفي الهزيمة هي آية الخلق والتوالد، السيرورة التي لا تتوقف، تقفز من انكسار إلى انكسار، تخلق أسباب قوتها من الهزائم والنكسات المتتالية، وتنسج بتعبها ووجعها خطوات القادم المعلق على حافة احتمال.
وفي سيدة أيلول، ثمة سرد محكم، سرد متمكن، سلس، شائق متعالٍ، يشدك لتتجاوز كل حد مع سلوى، الشخصية الرئيسة في النص، سرد ينطلق خطه الزمني من معارك أيلول ليمتد إلى ما يقارب النصف قرن،ون أن يفقد السرد لذته، ودون أن تفقد الحبكة الروائية إحكامها، سرد يؤرخ لما كان ولما يجيء، ويمنح الراية للمرأة، سلوى، أم جريس، انتصار، و..، ليكن الحافظات لنبض الحياة في زمن الموت والقذارة.
وكأن محافظة في روايته «سيدة أيلول»، يصرخ في وجوهنا جميعًا ودون اعتذار، بل كأنه يُشهر في وجوهنا حذاء السرد الحاد، ليقول: إن عدم القدرة على تحقيق التحرر الاجتماعي، هو الحاضنة الحقيقية التي تخلق فشل أي ثورة، بل ومن الطبيعي أن تتخلق أنهار من الدم بدل ذلك وديكتاتوريات غير ناضجة تحطم حتى كراسيها في طريقها لتحطيم شعوبها.
المصدر: صحيفة الدستور الأردنية