عن دار (الآن ناشرون) صدرت في عمان مؤخرا رواية جديدة للأديب الأردني المغترب في أمريكا سمير إسحاق (عضو رابطة الكتاب الأردنيين، عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب) بعنوان “غيوم بلا مطر”.
تـُركز الرواية على الوحدة الوطنية والتسامح والتعايش بين أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية في المفرق،وعلى جماليات المكان، والحنين له، فالروائي يحفظ أسماء الكنائس والمساجد والمحلات والأفران، وغيرها من المتاجر والمكتبات والدوائر الحكومية والعسكرية في المفرق، ويحفظ أسماء الأفلام وعناوين الكتب، يحفظ أسماء وأصول أصحاب المنازل وأفراد أسرها رجالا ونساء مع مهنهم، ويبدو انه اتخذ من عملية الولادة في بداية الرواية عنصرا جماليا لتجدد الحياة، وكثيرا ما كان يجعل سكان المفرق يمتزجون بسكان اربد والزرقاء وغيرها من المحافظات لإحداث مداخلات موضوعية بين السكان الذين كانت قلوبهم على فلسطين واليمن والسعودية ومصر وسوريا وغيرها من أقطار الوطن العربي..
الشخصيات في الرواية كانت نامية تتطوّر وفق ظروفها المختلفة، وتسرد الرواية مرحلة من حياة شاب ينتمي إلى عائلة مسيحية تسكن المفرق، في خمسينيات القرن الماضي، يعمل راعيها بالتجارة. الشاب كبقية أبناء جيله في تلك المرحلة، ينخرط في العمل السياسي، وتكون لديه ميول قومية، ويتأثّر بالزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر، لكن كانت تربطه صداقة مع شباب آخرين ينتمون إلى تنظيمات سياسية أخرى، ومنهم مثقفون، ومتعاطفون، وتنبني حبكة الرواية على حكاية غراميّة تتضمن سرا بين الشاب سمير والفتاة باسمة، أما الأحداث فتدور في فترة زمنية وجيزة، قد تكون أياما، تجري فيها التحضيرات لحفل بمناسبة قدوم مولود جديد في عائلة الشاب سمير، ابن لأخته، وفي خضم تلك التحضيرات تتكشف العلاقات المختلفة بين شخصيات الرواية، ويماط اللثام عن عالمهم الثقافي والفكري، والوجداني.وتنتهي الرواية بفشل مشروع الوحدة العربية بين مصر وسوريا، ونجاح الانفصاليين بالوصول إلى السلطة في سوريا، ويختمها بالإشارة إلى هزيمة الدول العربية في حرب حزيران عام 1967، وانتقال بطل الرواية للعيش في أمريكا.
المصدر: صحيفة الدستور الأردنية