تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

صدور روايتين جديدتين للكاتب الراحل عبد الله خليفة

صدور روايتين جديدتين للكاتب الراحل عبد الله خليفة
ضمن سلسلة الإصدارات التي يعملُ ورثة الكاتب والروائي البحريني عبدالله خليفة، على إصدارها، صدرت مؤخراً، عن «دار نينوى للدراسات والنشر» روايتان جديدتان، ودراسة نقدية شارك فيها مجموعة من نقاد الوطن العربي، إذ جاءت الرواية الأولى تحت عنوان «شاعر الضياء»، فيما حملت الرواية الثانية عنوان «مصرعُ أبي مسلمٍ الخراساني»، وجاءت الدراسة النقدية تحت عنوان «عبدالله خليفة.. عرضٌ ونقدٌ عن أعماله».
ونقرأُ على غلاف رواية «شاعر الضياء»، ما كتبهُ خليفة، «هذا هو النهارُ يطلعُ على الحارة المستيقظة، وأنتَ الشمسُ في سمائِها الرملية الخشبية المتغضنة، تلغي دعواتَ الملوك والأمراء والرؤساء لتشربَ القهوةَ في حانةٍ صاحية. الأزقةُ لم تغتسلْ بعد، وخولة بعيدة، مأسورة في القصر، وقصتُها المخيفةُ أسرتَها في غرفة ربما، في زنزانةٍ عائلية».
ويضيفُ الراحل في حديثه عن بطله «شامخٌ هنا، يعرفك هؤلاء العامةُ العابرون الدائمون في الدم، يمضون لينزفوا بضع ساعات، وأنت عروقك مربوطةٌ بنهرِ الحياة، ومدنٌ كثيرة تصحبكَ وتدعوكَ وتلتمسُّ ذراتَ نورك المتساقطة من يدك وكم دعتك المنابرُ والمخافرُ والعنابرُ والشاشاتُ وما لبيت سوى دعوة القيامة. تخرجُ من كهفكَ هذا الحصى العتيق الذي تناثر على كتفيك تراباً وسخاماً، فكأنك حدادٌ خارج من النار. كم يطولُ بك هذا الليلُ وإلى متى لا يحضنكَ ترابكَ ويهربُ منك أصحابكَ ويتبرأُ منك أهلك؟ تنزفُ منذ الصباح الباكر، لا كأسَ ولا سيجارة، ولا علبةَ، ولا امرأةَ، ولا ولدَ، ولا خزانة، وملكوتٌ واسعٌ من الكلمات، وعيونٌ أكثرُ من الرمل تراقبكَ وتسمع دبيبَ قلبك وتفتشُ مسوداتك عسى أن تجدَ ثعباناً فيها أو سحراً يفكُ عقدك».
ثم يستجوبهُ «ماذا تريدُ من هذه الأزقةِ ومن هؤلاء الترابيين الشاكين الصامتين الحالمين النائمين الخائفين المتشاجرين؟ ضيعتَ عمركَ في الأحلام وبين الأنام وغيرك يسهرُ ويغني ويسمعُ العودَ ويجيءُ متراقصاً في الفجر يسيلُ فتاتُ عقلهِ في الثقوب والدروب»، ليصرخُ به «إلى متى…؟».
أما في رواية «مصرع أبي مسلم الخراساني»، فيكتبُ خليفة متكئً على التاريخ، في استعراض لشخصية أبو مسلم صاحب الدعوة العباسية في (خراسان)، «دانت له الأرض، قـُطعت رؤوس كبيرة، لكن العصيان لا يتوقف. جثة أبي مسلم ملفوفة في سجادة، يفتحها كل من يريد التأكد من موته، لكن كثيرين لم يروا الجثة، وشاع إنه حي وقد هرب وأختفى في مكان ما، لعله في الجبال، مثلما جاء فجأة وذاب بين الأشياء والناس! وبدأتْ الأرضُ تتقلقل هناك! وبدا للمنصور إن أسطورته أقل خطراً من وجوده، ثم صارت أسطورته تخلقُ الجيوشَ والسحرة والأنبياء والأدعياء».
هذا وضم كتاب «عبدالله خليفة.. عرضٌ ونقدٌ عن أعماله»، كتابات لمجموعة من النقاد العرب، إذ جاء الكتاب في (398) صفحة، تناولت تجربة خليفة بوصفه كاتباً ومثقفاً، أسهم بعطائه في مسيرة التنوير، وامتاز بإنتاجات «دافقة وعميقة وثريّة ومتنوّعة في الفكر والفلسفة والأدب خلّفها وراءه لتشهد بآثاره التي حفرها في ذاكرة الوطن بترابه ونخيله وبحره وهوائه وشخوصه وتاريخه التليد والطارف»، ويؤكد المشتغلون بالنقد في هذا الكتاب بأن «الناظر في تجربة الكتابة الروائيّة عند عبدالله خليفة يلاحظ تراكم النصوص وانتظام صدورها، ليكون بذلك أغزر كتّاب الرواية في البحرين إنتاجًا، وأشدّهم حرصًا على ممارسة فعل الكتابة». كما وتمتازُ روايات خلفية بانشدادها للواقع، واتصالها بالحياة، حيثُ «تكشفُ ما يمور به المجتمع من قضايا ومعضلات، وتعمدُ إلى فهم حركة التاريخ، ومظاهر تطوّره، وما ينعكس فيه من تجاذبات وصراعات وتغيّرات ثقافيّة واجتماعيّة وإيديولوجيّة وسياسيّة».

أضف تعليق