أصدرت دار الشروق طبعات جديدة من روايتى «عودة الروح» و«يوميات نائب فى الأرياف» للأديب توفيق الحكيم، حيث أصدرت الدار الطبعة التاسعة من رواية «يوميات نائب فى الأرياف»، والتى صدرت طبعتها الأولى عن دار الشروق عام 2004. وهى من أشهر روايات الأدب العربى الحديث التى تعرضت لواقع الريف وحياة الفلاحين فى مصر، فى النصف الأول من القرن العشرين، وما يتعرضون له من ظلم وإهمال فى ظل الجهل والفقر والمرض. عقب صدورها بوقت وجيز للغاية، ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية، وكتب عنها الناقد الفرنسى رمون فرنانديز: «إنها صورة حية، ساخرة، قاسية أحيانا لدنيا الريف المصرى. وإن هذه الدنيا لتتحرك فى صفحات هذا الكتاب فى حيوية مدهشة تجعل القارئ ينسى أحيانا المقاصد الإصلاحية التى حركت توفيق الحكيم، لكن الذى يعلق بذاكرة القارئ هو قوة السرد والخلق والصدق ودقة الملاحظة والقدرة على إدارة القصة، غير أن توفيق الحكيم إنما يكتب ليحتج وينقد ويتهم». والراوى فى هذه الرواية هو غريب عن القرية التى ينتدب للعمل فيها، فرضت عليه ظروف الحياة أن يكون موجودا فى الأرياف، ويومياته التى يعرض من خلالها الأحداث تكاد تكون مرتبطة بأحداث وحياة المؤلف الخاصة التى لم يستطع تجاوزها.
كما أصدر الدار الطبعة السابعة من رواية «عودة الروح»، والتى صدرت طبعتها الأولى عن دار الشروق فى عام 2005. تقول العبارة الفرعونية التى صدر بها توفيق الحكيم روايته إن القوة الحقيقية هى أن يصبح «الكل فى واحد»، لو توحد الجميع على قلب رجل واحد وراء مطلب واحد لانصاعت الإرادة والسلطة والقوة وكل شىء، وانفتحت السبل أمام التغيير والرغبة الشعبية الجارفة التى لا تقاوم، هنا يصبح فعلا «الكل فى واحد» كما جسدتها الثورة الشعبية الأعظم فى تاريخ مصر الحديث «ثورة 1919». هذا هو المعنى العظيم الذى جسدته رواية «عودة الروح» التى كتبها توفيق الحكيم فى ثلاثينيات القرن الماضى، ومن وقتها أصبحت واحدة من أهم كلاسيكيات الرواية العربية عبر تاريخها كله.
المصدر: صحيفة الشروق المصرية