صدر في مدينة أربيل بالعراق كتاب نقدي جديد بعنوان (أنماط الشّخصيّة في روايات محسن الرملي) للباحث عدي جاسم أحمد، والذي يوظف في هذا الكتاب الكثير من أدوات المناهج والدّراسات النقدية الحديثة ليقف من خلالها عند أعمال الرّوائي العراقي محسن الرّملي، دراسة وتنقيباً في إطار التقصي الخاص بالشّخصيات ودورها في البناء السرديّ.
ويمكن عدّ هذا الإصدار دراسة واسعة لموضوع الشّخصية والتّفرعات الخاصة بها في أعمال الرملي، وقد احتوى الكتاب على ثلاثة فصول رئيسية يسبقها تمهيد ويعقبها ملحق بالاستنتاجات، إضافة إلى جدول بجميع أسماء الشخصيّات في الرّوايات وعلاقة بعضها ببعض مع مهنة كل شخصيّة من أجل التعرف عليها وتحديد أجناسها وهوياتها في سير العمل الروائي. فبعد إيراد صفحات تعريفية عن سيرة الروائي بعنوان: (محسن الرملي: السيرة والمنجز)، جاء الفصل الأول بعنوان (أنماط الشخصيّة) وتم فيه تناول: الشخصيّة المحورية، الشخصيّة الرئيسة، الشخصيّة الثانوية ثم تبعه بإحصائية لجميع الشخصيات في الروايات الثلاث والتي كشفت عن أن الرملي يحرك قرابة الخمسين شخصية في كل واحدة من رواياته بغض النظر عن حجم أي عمل.
وفي الفصل الثاني بحث في (أبعاد الشخصيّة) المختلفة ومنها: البعد الخارجي، الاجتماعي، النفسي والفكري، أما الفصل الثالث فقد تناول (الشخصيّة وعلاقتها بعناصر السرد) ومنها: الشخصيّة والمكان، الشخصيّة والزمن، الشخصيّة والحدث، الشخصيّة والحوار.
وعن كتابه هذا يقول المؤلف بأنه قد اهتم بأعمال محسن الرملي لأنه “يُعد من الأسماء الأدبيّة المهمّة التي أجادت التناول الأدبي لواقع منطقة مهمّة من مناطق الريف العراقي، أنا نفسي أنتمي إليها، وبما أن نتاج هذا الأديب ينطوي على كل تلك الأهمية، لذا فإنَّ من المجدي تناول هذا المبدع وأدبه لبيان مكانة رواياته في مسار الرواية العراقية والعربية، إذ تمثل امتداداً فنياً وفكرياً لهُ، وبما تحويه من الرؤى فتلاقي قبولاً لدى المتلقي في العالم العربي وخارجه وتملأ حيّزاً في المكتبة العربيّة الروائية، فكل ذلك كان سبباً لاختيارنا، من بين قائمة مؤلفاته، ثلاثاً من رواياته لتكون موضوعاً لهذه الدراسة، وهي: تمر الأصابع ــ حدائق الرئيس ــ الفَتيت المبعثَر”، وذلك حسبما ذكرت صحيفة “صوت العراق” الإلكترونية.