صدر حديثا كتاب “في السرد الروائي العماني الحديث: دراسات نقدية” للدكتور يوسف حطيني، عن مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والترجمة والإعلان وذلك بالتعاون مع الجمعية العمانية للكتاب والأدباء.
ويلقي الكتاب في فصوله المتعاقبة الضوء على التجربة السردية في سلطنة عمان وتطورها حيث يقول الدكتور يوسف حطيني في مقدمة الكتاب: “إذا كانت بداية الرواية العمانية قد تأخرت عن أخواتها العربيات في بلاد الشام وشمال إفريقيا، فقد جاءت بدايتها شبيهة لها في اتخاذها التاريخ والواقع أساسا لموضوعاتها، وفق نظرة بسيطة لا تعطي أهمية للبعد الفلسفي والوجودي لقضاياها المطروحة، وقد كان على الكاتب العماني أن يبدع روايته الخاصة، دون الاستناد إلى نصوص سردية محلية تمكنه من الاطمئنان إلى الاكتمال الفني للتجربة”.
وأوضح أن الكتاب محاولة للتعامل مع النصوص التي تمثل حداثة الرواية العمانية، ويفيد أصحابها من إنجازات الرواية الفنية التي يؤرخ بعض النقاد بدايتها بصدور رواية بدرية الشحي (الطواف حيث الجمر) عام 1999، لنقدم دراسات نقدية لاثنتي عشرة رواية صدرت جميعها في السنوات الخمس الأخيرة، وشكل بعضها إضافة نوعية، لا إلى الأدب العماني فقط، بل إلى الرواية العربية، وهذا يدل دلالة ناصعة، على أن الرواية في عمان حرقت كثيرا من المراحل، ووصلت إلى شكل مقبول، وقابل للتطور في ظل تراكم فني مأمول.
ويشير الكاتب إلى أن بعض مبدعي الروايات المدروسة تمكن من الخروج من سيطرة تعاقبية الحكاية في السرد، وتلاعب ما شاءت له موهبته، بالنظام التتابعي للزمن الفيزيائي، لصالح استذكارات تكسر حدة الشكل التقليدي، بينما نجح آخرون في تأثيث المكان بالصورة البصرية والصوت والرائحة، ولم يكتفوا من اللغة بوظيفتها الإبلاغية، وساروا بها نحو الواحات الظليلة للشعرية السردية.
ويضيف “إذا كان ثمة ملاحظات سلبية تلقى، حول هذا العمل أو ذاك، فإن تلك الروايات في مجموعها تشكل معراجا سرديا صالحا للارتقاء بالرواية نحو مزيد من التطور”.
المصدر: وكالة الأنباء القطرية