تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

صلاح فضل يحلل أساليب السرد في الرواية العربية

صلاح فضل يحلل أساليب السرد في الرواية العربية

في كتابه “أساليب السرد في الرواية العربية” يؤكد الدكتور صلاح فضل ازدهار البحوث السردية التي تدور حول طبيعة المنظور السردي وأشكال الرؤية القصصية، وعمليات تكوين بؤرة السرد ومستوياتها وعناصر توجيهها في تناغم مع البحوث التي تحلل تعدد الأصوات وعلاقتها بنوعية الضمائر ولغة الخطاب الروائي في حالات العرض والسرد، وارتباطها بقضايا مستويات الزمن القولي والتاريخي، وما ينجم عن تضافرها من إيقاعات متفاوتة وأساليب عديدة.

ويشير فضل إلى أن النصي المحدث كان تنمية للاتجاهات السابقة عليه، وأنه أفاد بصفة خاصة من النقد المخصص للفنون البصرية الحركية – خاصة السينما – في ضبط مصطلحاته وتحديد التقنيات الموظفة فيه.

ويضرب مثلا أن لغة السينما بجدتها وحيويتها وعلاقتها بالزمان والمكان على أساس تجريبي مباشر، وما يتخللها من عمليات تركيب ومونتاج، وعنايتها بالمفصلات السردية قد  أثرت جمالياتها الجديدة الوعي النقدي، وساعدته في اكتشاف أدوات تقنية محدثة لتحليل نظم السرد وكيفيته العديدة. فإذا انتقلنا من أجهزتها وتطبيقها على النصوص الروائية المحددة، واجهتنا بعض الأسئلة المعلقة التي نقف منها عند أمرين من وجهة نظر المؤلف: أحدهما، هل الأفضل أن نقوم بتطبيق هذه المفاهيم  بطريقة آلية – على جميع ما نتناوله من نصوص سردية، فنحيلها إلى عدد من الرسوم والجداول البيانية المجافية بطبيعتها للحس الفني والتذوق النقدي لألوان الشعرية المتفاوتة؟ أم نقصر هذا النوع من البحث المنهجي التجريبي على الدوائر الأكاديمية والجامعية، لتكوين قاعدة معرفية صلبة، تنطلق على هديها الممارسات النقدية العامة التي لا تفقد بهجة المصاحبة الحميمة للنصوص بمنطلق الأدب ولغته الأثيرة ، فتظل الدراسات الجامعية “معامل” لتكوين الأطر والنماذج الطليعية في المعرفة، التي تعني المتخصصين فحسب، تزود الحياة الثقافية والنقدية بنتائج بحوثها التي تستحضرها الدراسات المستبصرة، دون أن تحمل أجهزتها ومعادلاتها المطولة، أو تخرج على منطقها العلمي الصحيح. فهي تتراءى بروحها المنهجي في جملة الكتابات النقدية العامة التي تفيد من منجزات البحوث التجريبية وتتخفف من مصطلحاتها وتفصيلاتها التقنية.

بهذا تتعدد السبل دون أن تتبدد الجهود، وبهذا يمكننا أن نحل إشكالية صعوبة لغة النقد الحديث وصعوبته على القارئ العادي بتوزيع الوظائف الطليعية التجريبية على المجال الأكاديمي والتطبيقية الموجهة على النطاق الثقافي العام.

أما السؤال الثاني فهو عن مدى إمكانية الإفادة من هذا الحصاد المعرفي الجديد في جملته للكشف عن بعض الوسائل العملية التداولية لتحديد الفروق النوعية بين أشكال الرواية المختلفة، على أسس تقنية جمالية، تتجاوز ما ألفناه من تصنيفات مذهبية أصبحت قاصرة.

المصدر: ميدل إيست أون لاين


أضف تعليق