أصدر المستعرب ريشار جاكمون مؤخرا الترجمة الفرنسية لرواية المصري صنع الله إبراهيم “الجليد” ضمن سلسلة “سندباد” التي خصصتها دار “آكت سيد” الباريسية منذ أكثر من أربعين عاما للتعريف بالتراث الشرقي وللاحتفاء بالإبداعات العربية الحديثة والمعاصرة.
مقارنة بغيرها من الأعمال، يمكننا الجزم بأن رواية “الجليد” لم تقف في صف الانتظار طويلا، فقد وجدت طريقها إلى الترجمة في زمن قياسي وهي التي نُشرت في نسختها العربية منذ أربع سنوات فقط (2011)، زمن قياسي يستدعي منا وقفة مع مسار صنع الله إبراهيم الإبداعي وإشادة بمنتجه الأدبي الذي ارتقى عن جدارة إلى مصاف العالمية.
على سنة 1973، انفتحت أبواب رواية “الجليد” وعليها انغلقت. ولأن صنع الله إبراهيم يتقن فنون المخاتلة، ويجيد إثارة الخيال وتوتير المشاعر بدخوله البيوت من غير أبوابها، فقد ابتعد بشخصياته عن القاهرة وعن الشرق الأوسط كله، بالرغم من أن طبول الحرب كانت تصم الآذان في المنطقة آنذاك إيذانا باندلاع الحريق مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول.
سحب صنع الله إبراهيم ستارا جليديا على الشرق الملتهب بالخطابات الحماسية والحديد والنار، وسار بقرائه خلف الدكتور شكري الأستاذ الجامعي المصري الذي انتقل إلى موسكو في نطاق التبادل الأكاديمي ليقضي ردحا من الزمن في عاصمة الجليد.