وتدور الرواية عن «الأنباط»، وهم جماعات عربية كبيرة اشتهرت منذ أمد بعيد -قبل ظهور المسيحية والإسلام- وانتشرت في المنطقة الشاسعة الممتدة من جنوب العراق، مرورا بشمال السعودية وجنوب الأردن وفلسطين وسيناء، وكان لهم دور في تمهيد دخول المسلمين لمصر، وهم أصحاب الآثار الهائلة الباقية منحوتة بالجبال في منطقة البتراء بالأردن، وما حولها من مناطق «مدائن صالح»، و«وادي رم».
وتقسم «النبطي» إلى 3 حيوات، صاغها المؤلف بأسلوبه الأدبي الذي يمزج ما بين الفصاحة والشاعرية أحيانا، الأولى بعنوان «شهر الأَفراح»، والثانية «صدمة الصحراء»، والثالثة «أُم البنين».
وتجري وقائع الرواية في عصر ما قبل دخول الإسلام مصر على يد عمرو بن العاص وتنازع جيوش الروم والفرس على مصر، وتحكي الرواية عن ماريا الفتاة المصرية البالغة من العمر 18 عاما، والتي تعيش حياة بسيطة مع أمها وأخيها بنيامين في كفر بسيط، يدين أهله بالمسيحية، وتبدأ الحياة الأولى بتقدم أحد العرب الأنباط مصطحبا معه أقاربه وأخويه اليهودي والنبطي، لخطبة ماريا والتي تضطر إلى الموافقة على الزواج به رغم كبر سنه واضطرارها إلى الرحيل معه إلى أرض قبيلته بعيداً عن أهلها، وهذا بسبب إن عمرها أصبح 18 عاما ولم تتزوج إلى هذا العمر.
وتبدأ ملابسات الحياة الثانية عندما تبدأ القافلة في التحرك مصطحبة معها ماريا في طريقها إلى أرض زوجها مروراً بالصحاري الشاسعة، وتنتهي الحياة الثانية بوصولها إلى أرض قبيلة زوجها سلومه، ومن هنا تبدأ الحياة الثالثة والتي تبدأها بمقابلة والدة زوجها أم البنين.
وعن الرواية قالت الكاتبة فاطمة ناعوت، إن «الرواية تضاف إلى رصيد يوسف زيدان الإبداعي المميز، الثرى من حيث البناء اللغوي، والتضفير التاريخي والإبداعي في إشكالية تمنحه الكثير من المريدين، والكثير جدا من المناوئين، وهذا شأن الإبداع الكبير».
المصدر: صحيفة الشروق المصرية