في أسلوب أشبه بكتابات الأساطير ولغة شعرية بديعة تبدو كما لو كانت تغريدة بجعة تسبح وحيدة في بحيرة، نسجت لنا الكاتبة هذه الرواية من بدايتها إلى نهايتها، ما يجعل الكاتبة تحلق وحدها في سماء أخرى وتنحو منحى آخر يختلف عن الآخرين، اللغة العربية الفصيحة القوية والجزلة هي ما استخدمتها الكاتبة، سواء في السرد أو في الحوار، مما أضفى على الرواية قوة وخيالًا.
بدأت الرواية برحلة سيارة لبطلة الرواية سندس آخذة في وصف المكان والشخصية بأسلوب ينقلك على الفور إلى جو الرواية وكأنك تشاهد فيلما سينمائيا.
عدد الشخصيات في الرواية قليل جدا، فهم لا يزيدون على سبعة أو ثمانية أشخاص مقارنة برواية تقع في حوالي أربعمائة صفحة، ولم تستخدم الكاتبة الشخصيات الثانوية إلا فيما ندر، وفي ظل اضطرار الحدث إلى ذلك، مما يساعدك على التركيز فيما تريد الكاتبة أن توصله إليك ولا تتشتت في شخصيات وأحداث ثانوية.
فكرة الرواية تمزج بين الواقع والخيال، سندس البطلة بعدما يموت أبوها وتصبح وحيدة وتنكسر في قصة حب فاشلة تهرب من قاهريتها الصاخبة المرفهة المتحررة إلى قرية «قبريط» الواقعة بشمال مصر على نهر النيل، لتعيش وحيدة في بيت أبيها وجدها لتزيل عنه التراب وتسقى وروده وأشجاره لتزدهر مرة أخرى، في إشارة إلى مقابلتها للبطل ياسين هذا الرجل الأسطوري الكاسح، الذي سقط قلبها تحت قدميه من أول لقاء ليكسر كبرياءها ويعاملها بتعالٍ.
وتؤكد الرواية على قيمة العائلة، ما يعد نقطة محورية ومهمة جدا في صلب الرواية، فالبطلة سندس التي وجدت نفسها وحيدة بعد وفاة والدها تسافر إلى بلدتها لتجد الحاج أحمد ابن عم والدها وأبناءه ياسين وجاسر خير عون لها، يحتضنونها ويوفرون لها الأمان النفسي والاجتماعي لدرجة أنها تجد نفسها دون أن تشعر تقبّل يد عمها الحاج أحمد كلما سلمت عليه، وهي الفتاة المتعجرفة المتحررة إلا أن هذه الشخصية القوية التي لها مكانة كبرى في البلدة والبلاد المجاورة والمتمثلة في هذا الرجل تجعلها تشعر بأنه في مكانة والدها.
وتتطرق الرواية إلى نقطة مهمة وهي وقوع الزوج في حب فتاة حبا لا يوصف في الوقت الذي يحب فيه زوجته أيضًا، لتقول إن الرجل بطبيعته قلبه يتعلق بأخرى حتى لو كان متزوجًا ويحب زوجته، وعالجت هذه الجزئية بحرفية بالغة لتجد لها حلا في الرواية.
الوصف في الرواية دقيق للغاية، واللغة الرومانسية وعبارات الحب والوجد تمتلئ بها الرواية وخاصة في الحوارات المتعددة والطويلة بين سندس وياسين.
المصدر: المصرى اليوم