صدر حديث عن دار «جداول» رواية بعنوان «طيور النبع» للكتاب الموريتاني عبدالله ولد محمدي.
تتعدد المحطات والمدن في رواية «طيور النبع»، والعاصمة الإسبانية مدريد هي المحطة الأولى. إليها يأتي بطل الرواية من «النبع»، قريته الصحراوية المحتفظة بعاداتها وتقاليدها البدوية فلا تأبى التخلي عنها رغم زحف وتدفق ما يأتيها من حضارة العصر.
وفي مدريد لا يعيش ابن قرية النبع الحياة الصاخبة لمصطفى سعيد، بطل رواية «موسم الهجرة إلى الشمال»، بل هو يكتفي بمراقبة حياة الناس بانتباه شديد محافظا على طهرانيته البدوية. ورغم أنه يملك المال، وينفقه بلا حساب، فإنه يتوخى الحذر دائما، ويلجم رغباته كلما اقتضى الحال ذلك.
لا يبالغ بطل الرواية في وصف عواطفه حتى عندما يتعلق الأمر بتيريزا البرتغالية التي يبدو أنه أحبها لأنها خدمته وأطاعته تماما مثلما تفعل نساء النبع. وحين يشتد جموح هوى النفس، يعود إلى إشعال «جذوة الصوفية» التي تنام في قلبه «العطشان الحائر على الدوام» ليستعيد طهرانيته. ولا يعود بطل الرواية إلى بلاده، وقريته الصحراوية مرغما مثلما هو حال مصطفى سعيد في رواية الطيب صالح، بل هو يعود لأنه مقتنع بأن الحياة سلسلة من المحطات المتتالية. كل محطة تعكس مصيرا محددا. وعلى الإنسان العاقل الرصين مثله أن يتقبل ذلك كما يتقبل أهله في الصحراء كل ما هو مكتوب على الجبين. كما أنه يعلم أن حياته «كتاب سفر لا تنتهي فصوله، وكل فصل له لون ورائحة وطعم، تتفاوت بين الحلو والمر».
المصدر: صحيفة العرب اللندنية