يرى الكاتب القطري عبد العزيز آل محمود أن هامش التخييل في الرواية يخفف من حدة بعض الوقائع التاريخية التي قد توقع الكاتب في إحراج سياسي، لكنه شدد على ضرورة الحفاظ على الملامح الرئيسية للشخصيات التاريخية.
وقال آل محمود -في لقاء مفتوح عن تجربته الإبداعية ضمن فعاليات الدورة الـ27 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب- إنه استطاع بالتقنيات السردية أن يتجاوز كلفة هذا الإحراج في رواية “الشراع المقدس” التي انبثقت فكرتها من مخطوط “التحفة النبهانية”.
وأوضح الروائي القطري أن كتب التاريخ بمنطقة الخليج تغفل الحديث عن شخصيات مهمة بالمنطقة تحتاج لجهود بحثية وأدبية، وشدد على أن الشخصيات الرئيسية بالرواية التاريخية ينبغي أن تكون حقيقية، في حين يمكن تخيل الشخصيات الثانوية، مما يعني أن هذا النمط من العمل الأدبي ينصهر فيه الواقع بالخيال.
وقال آل محمود -وهو يتحدث من وحي مشاركته بدورة تدريبية في بريطانيا نظمتها صحيفة جارديان حول كتابة الرواية التاريخية- إن من أساسيات ذلك النوع من الرواية عدم المس بالصورة السائدة عن الشخصيات التاريخية البارزة، وأشار إلى أنه على سبيل المثال ليس مستساغا أن نقدم للقارئ شخصية صلاح الدين الأيوبي في ثوب قاطع طرق أو ما شابه ذلك.
وعن اختياره لكتابة الرواية التاريخية، قال إن ذلك جاء في غياب تفاصيل كثيرة عن الحياة في الخليج لدرجة أن البعض خاصة في الغرب لا يتصور تاريخها قبل النفط، وأشار في هذا الصدد إلى أن البرتغاليين والهولنديين استقروا خلال تمددهم الإمبراطوري لفترات طويلة بالمنطقة لكن كتب التاريخ لا تتحدث عنها كثيرا.
وأوضح الكاتب أن ذلك النوع من الصور النمطية هو ما يدفع للبحث والقراءة لاستجلاء الحقائق التاريخية في الأعمال الأدبية التي تقدم إلى جانب الإمتاع الأدبي معلومات مهمة للقارئ، خصوصا في ظل تهميش مناهج التاريخ في العالم العربي بشكل عام.
وتحدث آل محمود عما لاقاه من صعوبات في بداية مشواره في كتابة الرواية التاريخية، وقال إن صعوبة وندرة المصادر تعوق الرواية التاريخية في العالم العربي، مما دعاه للاعتماد في كتابة رواية “القرصان” على ما سجله الرحالة الغربيون وضباط المستعمر عن ظروف المنطقة وحياة الناس.
المصدر: الجزيرة. نت