تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

عبد المالك مرتاض يحلل “غرفة واحدة لا تكفي” في منتدى السرد بالشارقة

عبد المالك مرتاض يحلل “غرفة واحدة لا تكفي” في منتدى السرد بالشارقة

نظَّم منتدى السرد في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره في الشارقة، جلسة حوارية استضاف خلالها الناقد الجزائري عبد المالك مرتاض لتحليل رواية “غرفة واحدة لا تكفي” للكاتب سلطان العميمي، بحضور حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وأدارها الكاتب محمد حسين طلبي.

وبيّن مرتاض أنه بعد قراءة رواية العميمي “غرفة واحدة لا تكفي” قرر أن يكتب كتاباً كاملاً حولها، وهو تقليد غير متداول كثيراً في عالمنا العربي، إلا أنه كان له تجارب سابقة في ذلك مع رواية “زقاق المدق” لنجيب محفوظ، وغيرها من الأعمال الشعرية والأدبية. مشيراً إلى أن هذا التقليد درج في الغرب و وخصوصاً في فرنسا مع النقاد الأدبيين من أمثال رولان بارت الذي وضع كتاباً حلل فيه رواية “سرازين” لهنري بلزاك وقد عنون كتابه “س،ز”.

قال مرتاض: “ارتأيت عنواناً لهذا المشروع هو “مفاتيح لغرفة واحدة”، وقد قسمت فيه مكونات هذا العمل السردي في عدة مستويات، مثل الشخصية والزمن والحيز واللغة. وقد بدأت الكتاب بمقدمة منهجية تتحدث عن الفروق التي تستعمل في السرديات بأنواعها المختلفة”.

وأضاف: “تناولت مسألة تصنيف الشخصيات السردية، وكيف نستطيع أن نعد هذه الشخصية مركزية ضمن العمل الروائي؟ هل هي شخصية البطل أم شخصية أخرى؟”.

وتابع مرتاض قائلاً: ما هي الاعتبارات التي يمكن أن تدعو إلى عد شخصية ما مركزية وأخرى ثانوية وأخرى دون اعتبار، هل نعول فقط على الملاحظة والذكاء ونطلق حكماً ونقول إن شخصية الأنا في رواية “غرفة واحدة لا تكفي” هي الشخصية المركزية أم توجد شخصية أخرى خارج هذه الغرفة.. لذا فقد لجأت لتبيان ذلك إلى عملية الإحصاء، فوجدت أن الشخصية السجينة في الرواية ليست هي الشخصية المركزية، وإنما هي شخصية “قرواش الأول” والتي تكررت 144 مرة تقريباً، بينما الشخصية الثانوية هي شخصية الشبيه التي تعيش في الغرفة الثانية.

ثم تناول مرتاض التقنية المستخدمة في السرد، مبيناً أن الرواية تستعمل ضمير المتكلم، وهذه الطريقة تشي للقارئ العادي بأن الأحداث وقعت للروائي نفسه.

وأوضح مرتاض أن شخصيات العمل تغلب عليها صفة التوتر، وهو ما نلحظه مع شخصية قرواش الذي تعرض للمسخ أكثر من مرة، حيث تبدو شخصية مقهورة جداً ومغلوبة على أمرها ولا تستطيع أن تتحكم في إرادتها أبداً، ومع أنها تتحرر من المسخ، إلا أن ذلك يحدث في أرذل العمر وتعيش أسابيع قليلة وتموت.

يظهر التوتر أيضاً في شخصية “الأنا” السجينة في الغرفة وهي شخصية معذبة جداً تعاني وتكابد نتيجة وحدتها في غرفة ليس فيها نافذة ولها باب واحد فقط فيه ثقب صغير، والذي لا يحيل إلى الخارج وإنما على غرفة أخرى، وهذه الغرفة غالباً ما يكون فيها الشبيه غائباً عنها. كما تظهر على هذه الشخصية علامات الازدواجية “الشيزوفرينيا” لأنها عندما تنظر من الباب تنظر إلى نفسها في الحقيقة، فتقول (هذا اللباس لي، هذا يشبهني) وهنا تختلط الحقيقة بعوالم نفسية معقدة.

وأشار مرتاض إلى أنه تتبع الزمن المباشر والسيميائي في الرواية و حلل من خلاله هذا العمل، كما أنه تحدث عن سيمائية الأصوات والألوان ودلالتها في العمل، وهو أمر قل التطرق إليه عند النقاد في عالمنا العربي.

وختم مرتاض بالقول إن تجربة العميمي تميزها عدة أمور، عبر استخدامه لعدد من التقنيات التي تتبعها الرواية الجديدة، والتي بدأت مع الكاتب الفرنسي ميشيل بوتور.

المصدر: جريدة الخليج الإماراتية


أضف تعليق