تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

عثمان أحمد حسن: الوضع الآن في السودان محفز للإبداع والكتابة والنشر

عثمان أحمد حسن: الوضع الآن في السودان محفز للإبداع والكتابة والنشر

يقول الكاتب السوداني عثمان أحمد حسن “كنت في العاشرة من عمري حين ذهبت إلى سكن معلمي المدرسة في قريتنا، تحت أحد الأسرة وجدت عددا من مجلة “العربي” الكويتية، ولم أكن قد رأيتها من قبل، ظننتها بداية أنها كتاب مدرسي، ولما قرأت “العربي” ظننت أنه كتاب في اللغة العربية، فأخذتها وذهبت، وعندما تصفحتها وبدأت قراءتها وجدت أنها ليست من المنهج المدرسي، هذا شيء آخر لم أره أو أعرف من قبل، وجدت فيها سيرة الصحابي الربعي بن عامر الذي أرسله الرسول صلوات الله عليه وسلامه، من المدينة إلى كسرى، وكان العنوان “أول سفير في الإسلام”، وقد اختلط الأمر علي لصغر سني وحسبت أن السفير هو الرحالة، أو الرجل الذي يسافر كثيرا، فرغبت أن أصبح سفيرا، وفي ذلك الوقت كان المنهج الدراسي في السودان يضم الكثير من أدب رحلات، ففي الصف الثالث كنا ندرس جغرافيا السودان من خلال رحلات افتراضية اسمها “سبل كسب العيش في السودان”، وفي السنة الرابعة ندرس جغرافيا العالم من خلال رحلات افتراضية أيضا، اسمها “سبل كسب العيش في العالم”.

وحول تحولات المشهد الثقافي في السودان عقب الثورة وسقوط نظام البشير أوضح عثمان أحمد حسن “نحن دائما ما نقول إن السودان دولة متعددة الثقافات، في فترة من الفترات هيمن تيار ثقافي معين حاول أن يفرض رؤيته على الجميع، فخفتت الأصوات والأضواء، لكن بحمد الله الآن بانتصار الثورة في 11 أبريل ينفتح الفضاء وتشرق الشمس ويعود الضوء للثقافة السودانية المتعددة، نعم نحن السودانيون نكتب جميعنا باللغة العربية لكن أدبنا الشفاهي وحكاياتنا ورواياتنا الشفاهية بلغات متعددة، نتمنى من نقلها إلى اللغة العربية وتوثيقها بلغاتها الأصلية، لأن الأدب الشعبي المنقول باللغات غير العربية فيه ثراء معرفي وفيه حكمة، فهو نتاج الممارسة اليومية لآلاف السنين لنفس الناس في نفس البيئة والطبيعة والجغرافيا نتج عنها تراكم معرفي كبير جدا، وهذا يحشد الذاكرة ويحفزها على النقل لمنتوج سردي باللغة العربية حتى يطلع عليه الآخرون.
وأكد أن الوضع الآن في السودان محفز للإبداع والكتابة والنشر والتواصل مع الآخرين، لقد كان التواصل مع الآخرين يجلب لنا الريبة من العسس والسلطة والدولة التي لم تكن تريد لنا الانفتاح على الآخر، الآن بعد إزاحة هذه السلطة يمكننا الانفتاح بما نملك من إبداعات، لقد فزت في ظل الأوضاع السلطوية بجائزة عربية “جائزة ابن بطوطة” فما بالك الآن مع الانفتاح الذي يتحقق ومناخ الحرية الذي يتيح الكثير من النشر وسبل التواصل.

المصدر: ميدل إست أونلاين


أضف تعليق