تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«عدوى الحب والموت» لحسين العموش.. فلسفة الرؤية ودهشة المفاجآت

«عدوى الحب والموت» لحسين العموش.. فلسفة الرؤية ودهشة المفاجآت

تقدم رواية «عدوى الحب والموت» للدكتور حسين العموش، رؤية وطنية تلملم تفاصيل الأحداث في ذروة تسارع وباء الكورونا في الأردن وفلسطين والعالم ، وتُختصَرُ فكرة الرواية بحالة حب تربط بين الطالبة الأردنية سمر التي تدرس الطب في مستوى السنة الخامسة وبين المهندس سامي الفلسطيني الذي تخرج في الجامعة نفسها (الأردنية) واستقر في بلدته أستيا التي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة نابلس، وفي سلسلة من الأحداث المتتالية التي تدهش القارئ بمفاجآت غير متوقعة تنتهي الرواية نهاية مفتوحة على احتمالات سيشارك القارئ بوضع تصور ختامي يتماهى مع رؤية الكاتب أولا وطبيعة غرائبية الأحداث ثانيا.

كان سامي البطل هو المسؤول عن إصابة سمر بفيروس الكورونا من خلال توظيف الدكتور علي أستاذ سمر في الطب، وكانت غَيرَة سامي تقتضي أن يصيب عليا – الذي نشأت بينه وبين طالبته سمر علاقة عاطفية متبادلة – بالكورونا من خلال إرسال مبلغ مالي ورقي له ملغم بالفيروس؛ لكن عليا يعطي المبلغ لسمر لحاجتها إليه دون أن تطلبه، ومن هذه اللحظة المستفزة تتعقد أحداث الرواية، لتبدأ الشكوك بوطنية سامي وحبه لسمر خطيبته، على الرغم أن سامي من عائلة مناضلة؛ فقد استشهد أربعة إخوة له وقد كان هو حافظا للقرآن الكريم بقراءاته السبع وتُكَّنى والدته بأم الشهداء، وكان يهدف إلى نشر الفايروس في الكيان الصهيوني بمساعدة صديقه عبدالهادي من خلال نشر آلاف الدولارات بين المحتلين الصهاينة، والحق أنني بثثتُ محورية الفكرة لألج إلى مدارات النص مسجلا على هوامشه الآتي:

يختصر عنوان الرواية الحكاية كلها دون أن ينبئ القارئ بدءا بدلالاته، فهو عنوان شاعري قد يفضي إلى تأويلات غير التي سُطّرت في الرواية، عنوان شاعري اللغة والتأوبل، يحمل ثنائية كبرى هي الحب والموت وفي كليهما حياة لكل عاشق محب ومناضل وطني، وما يجمع بينهما العدوى التي فتكت بالحب طوال أحداث الرواية لكنها لم تمته، وهنا كان انتصار الحب نهاية درامية لبطلي الرواية سمر وسامي، وبانتصارهما على الموت كان الوطن منتصرا، ولم يمت في الرواية إلا عبدالهادي صديق سامي على أيدي المحتل الصهيوني لكن مؤته كان حياة أبدية له وتضحية في سبيل الوطن. والعدوى حينما توجه للآخر المعتدي تكون وسيلة نضال أكان عليًّا الطارئ والمعتدي على قداسة الحب أم كان الكيان الصهيوني الطارئ والمعتدي على قداسة فلسطين، ألا يستحقان الموت بالعدوى في زمن الكورونا، أليست العدوى سلاحا مشروعا كغيره من حيث فلسفة الفكرة ومشروعيتها.

بث الكاتب رؤاه الفكرية الفلسفية التي تنبثق من مخزون وطني في النضال ضد محتل غاصب، إنها رؤى يحمّلها شخصيات الرواية إن كان من خلال سرد الكاتب الذي تخمر في وعيه قضية الصراع فكريا وسلوكيا، أو من خلال الشخصيات المتضادة مصلحيا وزمانيا ومكانيا لكنها متوافقة ضد عدو مغتصب، ولا بأس من الإشارة إلى تكامل الجغرافيا والتاريخ والدين وتوحدها جميعا في الإنسان أكان هنا في الأردن أم في فلسطين، هذا التوحد يتجلى في اللغة الدارجة وفي قداسة الشهادة وحتى بين المسؤولين وقبل ذلك وبعده ألم يجمعنا هناك في فلسطين اختلاط دماء الشهداء والثأر المقدس لهم.

المصدر: موقع القلعة نيوز


أضف تعليق