رواية “عشاق وفونوغراف وأزمنة” للكاتبة العراقية لطيفة الدليمي الصادرة عن دار المدى2016، تحكي عن العراق بعد الغزو الأمريكي ومصير عدد من الأبطال وسط الخراب الفادح والسقوط المدوي، وفي موازاة ذلك تحكي عن العراق في أواخر الحكم العثماني لها وبداية الغزو الانجليزي، وبناء دولة العراق الحديثة، مؤكدة على وجود تشابه كبير بين الزمنين والفترتين من خراب وفوضى وفساد.
الرواية تناقش قضايا كثيرة مثل أهمية العشق في حياة الناس والذي يوفر لهم السلام والتوازن الروحي والنفسي، وتناقش اختيارات الناس والتي تكون سببا في شقاءهم أو سعادتهم، لكن أهم ما تتناوله الرواية هو المقارنة ما بين غزو الانكليز للعراق في بداية القرن العشرين واستبداد الحكم العثماني قبلها، وما بين غزو أمريكا للعراق في 2003 بداية القرن الواحد والعشرين، وكأن دولة العراق منيت بقدر صاخب حيث يتم غزوها على مر عصور كثيرة، تركز الرواية بشكل أساسي على الغزو الانجليزي وما سببه من خراب ودمار وحصار ومعاناة للعراقيين في ذلك الوقت، رغم أنهم كانوا منهوبين من الحكم العثماني، ومن العائلات التي تتقرب إليه لتنهب المزيد من الثروات والأراضي، ثم يأتي الغزو الانجليزي ليتقرب إليه نفس الانتهازيين، ويستبدلون حاكم بآخر، ويستمرون في النهب وتكديس الثروات، ومن ضمن العائلات التي عرفت بتاريخها الانتهازي عائلة “الكتبخاني” وبعض أبناءها الذين يتقربون من الحاكم بالهدايا والطاعة ليحصدوا المكاسب المادية، وظلت هذه العائلة حتى الغزو الأمريكي تعمل بنفس الانتهازية ونفس الفساد والنهب.
لكن رغم ذلك هناك أفراد في العائلة تمردوا على هذا النهج الانتهازي وكانوا ثوريين بحق، يريدون الخير لبلادهم مثل “صبحي” و”فؤاد” و”جابر الكتبخاني
كما ترصد الرواية الخراب الذي حدث للعراق في الزمنين، وخاصة بعد الغزو الأمريكي حيث تخربت البنية التحتية للبلاد، وانتشرت الحرب الأهلية والميليشيات والعصابات في كل مكان، حتى أن البطلة ذكرت أكثر من مرة أن البلاد إلى دمار وأنها بلاد تتفكك وتنهار، تتعرض للنهب والسلب وتفقد أبسط أساسيات الحياة الكريمة، ويعيش كثير من الناس فيها حياة البؤس والعوز، في حين أن أفراد قليلون ينهبون الأموال ويكدسون ثرواتهم، بلد يهجرها كثير من أبنائها لأن العيش فيها أصبح دربا من المستحيل، ويعيش آخرون هناك في ظروف غاية في القسوة ويتعايشون معها، إما بالانعزال أو بالمرونة ومنهم من يساهم في تخفيف مشاكل الآخرين بالتطوع ومساعدة المحتاجين”.”.
المصدر: موقع كتابات