تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

«غايكوب».. حكايات الوجع في أم النخل

«غايكوب».. حكايات الوجع في أم النخل

تتبع الروائية أمل الجبرين في روايتها “غايكوب” الصادرة عن الآن ناشرون وموزعون، حياة إنسان عربي يعيش في قرية اسمها “أم النخل”، وهي قرية افتراضية لا توجد على الخريطة، وكذلك تلك الشخصية التي أطلقت عليها اسم “غايكوب” أو “يعقوب”، ليست مسجلة في دفتر الأحوال المدنية، ولكنها حاضرة في كثير من الوجوه التي تصادفنا في الحياة.

أما زمن الرواية التي تقع في 250 صفحة من القطع الوسط، يتناول الحاضر والمستقبل الذي نعيشه بكل تداعيات الألم والفجائع والمآسي، والموت، وهو الحاضر الذي يربض فوق أكتاف الناس وصدورهم كما الجبال، والمستقبل الذي يقع بين الجنون أو الموت.

شخصية “يعقوب” ليست حالة انفصامية أو مرضية، بل هي انعكاس للواقع المتشظي الذي يجعلها تتوزع بين الواقعي والغرائبي، بين الجني والإنسي والصالح والفاسد، حالة تكرر في الحكاية كأنها لا تصوّر ذاتها بمقدار ما تتجسد في عدد من الأجساد التي تكشف عن ضعف الإنسان ووحشيته في آن معا.

تتسم الرواية بجملتها الرشيقة وبناءاتها التي تحسس القارئ بأنه يرى المشهد بصريا، وتدل على دراية الكاتبة بنسج جملتها التي يشعر معها القارئ للوهلة أنه يعرف الأشخاص الذين انتسبوا لعائلة الرواية.

انقسمت الرواية في أربعة أبواب ومجموعة من الفصول التي تشبه التقطيع السينمائي، بل هي تمثل سيناريو جاهز لفيلم يعاين هواجس الإنسان العربي في عقدي الألفية الثالثة.

ومع أن قرية أم النخل ليست موجودة على الخريطة، ولكن الرواية ترتحل إلى أميركا وروسيا وبنجلادش والتيبت، وعلى امتداد البلاد العربية من المغرب إلى اليمن مرورا ببغداد ودمشق التي تتشابه فيها الوجوه والأوجاع، التي تقود لمستشفى الأمراض العقلية أو الانتحار.

وتستعير الروائية الجبرين خلال اللهجة الدارجة العراقية والمصرية، أو طريقة كلام العمال الآسيويين حيثما كان ضروريا لتقريب الحس الواقعي في السرد.

المصدر: صحيفة الدستور المصرية

 


أضف تعليق