صدرت في بيروت عن «دار ضفاف» رواية جديدة للروائي والكاتب السياسي والقاص د. فايز رشيد, بعنوان «غرناطة.. الحصن الأخير».
تمزج الرواية بين واقع المكان والأحداث المتخيلة في قالب روائي شيق. وهي رؤية عينية للأماكن الأندلسية مطعّمة بقضايا تاريخية متتبعة لأحداث سقوط غرناطة.
قدم الرواية أستاذ الأدب الأندلسي في الجامعة الأردنية، د. صلاح جرار، قائلاً إن المؤلف صاحب تجربة في فنّ الرواية، فضلاً عن ثقافته الواسعة في الأدب الإسباني واطّلاعه على تاريخ العرب في الأندلس وآدابهم، مبينة أنّها من نوع روايات المكان وهو لون من العمل الروائي يعتمد على دقة وصف الأمكنة ووضع القارئ في حالة تخيّلية تجعله يتمثّل المكان بأدقّ تفاصيله وصوره ومتعلّقاته.
وأوضحت المقدمة: في هذه الرواية تجتمع عناصر من عدّة فنون: الرواية والرحلة والسرد التاريخي، فهي رواية متشابكة المعطيات ومتعدّدة المرجعّيات والانتماءات، فهي تندرج في فنّ الرحلة إذا شئت، وفي فنّ رواية المكان إذا شئت، والرواية التاريخية إذا شئت أيضاً. وهي في جميع الأحوال تتطلب من الكاتب ثقافة واسعة ومتشعّبة وقراءات عديدة تاريخية وجغرافية وأدبيّة، كما تتطلب إلماماً دقيقاً بالثقافة الإسبانية المعاصرة والثقافة الأندلسيّة القديمة.
تسير أحداث هذه الرواية في خطوط ثلاثة متشابكة: الخطّ الأندلسيّ (مكاناً وتاريخاً)، والخطّ الفلسطينيّ، وخطّ العشق الفلسطينيّ الإسبانيّ. والمشترك بين هذه الخطوط يمكن إدراكه بيسر، فالخطوط الثلاثة ممتعة في بداياتها ومؤلمة في مآلاتها.
ووصف الكاتب الأماكن (مدريد وقرطبة وغرناطة وإشبيلية وفاس)، حتّى ليكاد أن يقنع القارئ بأنّ الأحداث حقيقية وليست متخيّلة، معتمداً في ذلك على الحوار الخارجي (ديالوج) والحوار الداخلي (منولوج) والاسترجاع والسرد والربط بين الأحداث والمواقف وتصوير المشاعر والأحاسيس، والتدرّج في الكشف عن خيوط الحدث والنهايات التراجيدية.
المصدر: جريدة الرأي الأردنية