تستكشف رواية “في مدن الغبار” للكاتبة أمل رضوان والصادرة حديثا عن دار العين بالقاهرة، مساحات خفية عميقة ومراوغة في تجارب إنسانية تجسد بعض المآسي في واقعنا العربي المرتبط بـ”المخيمات”، وبمدن الغبار التي أتت منها شخصيات عديدة مثقلة الأبدان والأرواح بالآثار الناهشة للحروب والتهجير والشتات العربي الجديد وإن ظلت تراودها أحلام موءودة بغد يتناءى.
ويرى الناقد الدكتور حسين حمودة أن هذه الرواية تتحرك بحرية بين أماكن شتى وأزمنة متعددة وتصوغ شهادة إبداعية مسكونة بالجمال وبالأسى معا عبر عالم نعيشه الآن، وربما سوف نعيشه لزمن قادم.. وهي شهادة لا تقف فحسب عند حدود الرصد، أو التسجيل لما يستحق وإنما تتجاوزه إلى طرح أسئلة جوهرية عما صاغ المشهد المأسوي الممتد، وعن المآلات التي يمكن أن يصل إليها.
ويضيف: تنهض هذه الرواية على مغامرة فنية من نوع خاص، تزاوج مزاوجة عصية، بين ما هو شخصي وذاتي، من جهة، وما هو جماعي وعام، من جهة أخرى.. وتصوغ عالمها المترامي هذا بقدر مشهود من الجمال الذي يصاحب سردها المتعدد المشرع على أسئلة تطال الروح والأجساد السليمة والمشوهة والعلاقات الإنسانية والحنين إلى مدن لا يخنقها الغبار، وإلى أرض ثابتة لا تميد تحت الأقدام.
وأمل رضوان حاصلة على ليسانس أدب إنجليزي وماجستير في الترجمة الفورية، وتعمل حاليا بالأمم المتحدة.. صدر لها مجموعتان قصصيتان هما “البيت الأولاني”، وحازت عنها جائزة ساويرس عام 2015، و”شوكولاتة سودا” التي وردت في القائمة الطويلة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة عام 2017.
المصدر: موقع البوابة نيوز