قدم الناقدان الأدبيان والأستاذان بجامعة قطر، الدكتورة امتنان الصمادي والدكتور محمد مصطفى سليم، رؤية نقدية وتحليلية لرواية “ماء الورد” للأكاديمية والكاتبة القطرية نورة محمد فرج وذلك خلال الندوة النقدية، التي نظمت ليلة أمس، على هامش فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته السابعة والعشرين بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.
وتعد رواية “ماء الورد” أولى تجارب الكاتبة نورة فرج في قسم الرواية بعد إصدارات قصصية.
وأوضحت الدكتورة امتنان الصمادي، أن الرواية بداية مختلفة عما هو سائد في الكتابات النسائية للرواية التي تبدأ أغلبها بمنحى وتوجه عاطفي وجداني يتضمن حكايات الحب والمشاعر.
وقالت إن الدكتورة نورة بدأت تجربتها مع شكل الرواية من اتجاه تاريخي راوحت فيه بين تضمين لبعض الجوانب التاريخية من ناحية وطمس لجوانب أخرى مما يبرز رؤية الكاتبة وموقفها من فترة العهد العباسي في القرن الرابع الهجري والتي تميزت بالضعف والوهن.
وأشادت الصمادي بأسلوب الرواية خاصة تلك التي تتعلق بتضمين الكاتبة لأشكال وأنماط متعددة الألوان تعكس ضعف الخلافة في تلك الحقبة خاصة خلال فترة حكم المقتدر بالله جعفر الذي تهاون بالخلافة وأضاع مجد وقوة الحكم العباسي، وهو ما يمكن أن يفسر باهتمام الكاتبة بتاريخ المؤامرات،مشيرة في الآن ذاته، الى أن نورة بخلاف من عُرفوا بإعادة بناء التاريخ بصورة سردية مترابطة، فإنها في “ماء الورد”، بدت حسنة الحبك، قوية السبك، عميقة الرؤية، تحمّل التاريخ مسؤولية جسيمة فيما يتعلق بقراءة الواقع، واشتغلت على تصوير الأحداث في هذه الحقبة بأسلوب سائغ من غير التزام مفرط بحرفية الوقائع التاريخية. وهي بذلك تستحضر ميلاد الأوضاع الراهنة من خلال رحم الماضي، وتصور واقعا متشكلا في واقع لم يكتمل تشكله بعد، ومن هنا تكمن الصعوبة.
أما الناقد الدكتور محمد مصطفى سليم، فأشار إلى أن رواية “ماء الورد” لها خصوصية في سردها لأحداث تاريخية بأسلوب هزلي ساخر لفترة الحكم العباسي في القرن الرابع الهجري، مضيفا خلال تقديمه أن هذه السخرية الموجودة في الرواية سواء عبر الوصف الساخر والقبيح لشخصيات واقعية وخيالية وأحداث أرادت الكاتبة من خلالها الكشف عن قبح الحياة التي لا تحتوي فقط على الأشياء الجميلة بل والقبيحة أيضا كالتي تتعلق بقبح العلاقات الإنسانية تاريخيا، وهو أسلوب يبين قوة وتفرد في الطرح خاصة مع إضافة الأسلوب الساخر الذي يكشف الحقيقة للقارئ عبر حيل مبطنة في النص. واعتبر الناقد محمد سليم، أن رواية “ماء الورد”، هي أفضل رواية قرأها، لافتا إلى أن لها بعدا دراميا يجعلها صالحة لعمل درامي سينمائي، فضلا عن تقديم الروائية لتجربة خاصة جدا تبدو وكأنها تلعب باللغة وبالسخرية معاً بكسر أفق التوقع بشكل مستمر من أول صفحة إلى آخر صفحة في الرواية.
وأوضح أنها من خلال العلاقة العاطفية بين ليلى وعابد، يكتشف القارئ أن هذه العلاقة ليست الهدف الرئيسي، وإنما تود أن تقدم البطانة الفاسدة والمجتمع الفاسد الذي يتوغل في الجهل وهو على قمة العلم، ويقدم الأصالة في ثوب المعاصرة.
ومن ناحيتها قالت الكاتبة نورة محمد فرج، إن روايتها “ماء الورد” جاءت بعد قراءات وتراكمات انطلقت منذ عام 2007، حيث كانت في كل مرة تسمع معلومة أو تقرأها تدونها في دفتر بمثابة “بنك معلومات”، إلى أن اكتملت أفكارها ولملمتها، وعندما قررت تدوينها، كتبتها في 12 يوما، مشيرة إلى أن روايتها “تاريخية، بوليسية ورومانسية” لها خصوصيتها بعيدا عن الروايات التي تتحدث عن الحب والرومانسية والعلاقات التقليدية المتداولة، تدور أحداثها خلال القرن الرابع الهجري يرويها أبطال الرواية (ليلى وعابد) طيلة أيام شهر رمضان، منوهة في الآن ذاته، بأن كتابة الرواية بخلاف كتابة القصة، أصعب وأحلى.
المصدر: وكالة الأنباء القطرية