تصدر خلال الأيام المقبلة رواية “أبواق الملائكة” عن دار فضاءات في الأردن للروائي السعودي براك البلوي، وتعد هذه الرواية باكورة أعماله الروائية، فيما تعتبر الإصدار الثاني له حيث صدر له كتاب يحمل عنوان أسئلة مشروعة.
قد تحسس الكاتب من خلال عمله الإبداعي بعض مفاصل المجتمع السعودي من خلال قصة حب تنشأ بين بطل الرواية والممرضة التي تسكب الدواء في شرايينه حين أصيب بطلق ناري منطلقا عبر لغة ماتعة تتقاطع فيها الشخصيات الروائية التي يشعر القارئ بقربها منه، إذ تبدأ رحلة الرواية برصاصة الحب كما يسميها بطلها طارق، الرصاصة التي ترسم مسار حياته فيما بعد، فهو يحلم بالسلام والحب والتعايش بين البشر لكنه يُفجع بأن مفردات الحياة كانت مختلفة، فهو مضطر في النهاية أن يقرع الجرس في وجه الحياة التي لم تنتبه له.
تقع الرواية بحدود 165 صفحة من القطع المتوسط، ليبدأ القارئ رحلة الركض في صفحات الرواية مدفوعا بعنصر التشويق في السرد وتأزم المواقف، وتسلسل الأحداث وتسارعها، والمفردة التي استخدمها والدقة في الوصف والسرد الماتع في هذه الرواية.
من أجواء الرواية “الأمهات يسندن العالم بقلوبهن وأم زهراء تسنده بدموعها التي لم تتوقف عن الجريان منذ عودة ابنتها من مصر، كم تمنت أنها لم تعد وأنّها تزوجت هناك، كانت الأماني مغلفة بالخوف والتوجس لكنها الأمنيات التي تطفو على ساحل العينين، إذ لا يوجد أي مكان للحب في قبضة التقاليد فليكن الحب ممنهجًا مدروسا يفضي في النهاية إلى بيت وأطفال وعائلات متشابهة، كانت كلمات زهراء تدور في رأسها حول الزواجات المختلفة في الأحساء والدمام بل وفي كربلاء وبغداد ودمشق ومدن أخرى قد عمرت أزمانا طويلة ولم تشك من خلافات الرأي والمذهب، أي مذاهب تجعل الناس يتركون قلوبهم معلقة في الشوارع كالذبائح، وكل الديانات التي نزلت من السماء أوصت بالحب.