تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

«قنزة ونزة».. هزيان محموم مصحوب بوجع إنساني

«قنزة ونزة».. هزيان محموم مصحوب بوجع إنساني

صدرت للروائي العراقي شوقي كريم حسن روايته الجديدة التي تحمل عنوان (قنزة ونزة) عن دار ميزوبوتاميا ببغداد شارع المتنبي ،التي تتحول إلى (ملحمة) حيث أسلوبه المميز ولغته الشعرية والنفس الطويل الذي لا يزرع الضجر في نفس القارئ ويجعله، حتى وان ركن الرواية جانبا، يعود إليها لان الأحداث فيها ستظل تراوده والأسماء تتقافز على طرف لسانه. تقع الرواية في 224 صفحة من القطع المتوسط، وهي ليست مقسمة إلى فصول ولا تمتلك عناوين فرعية وليس فيها إهداء ولا مقدمة زلا حتى توضيح لمعنى العنوان غير المألوف، والرواية لا تقوم على رابطة معينة من الترتيب أو التنظيم سوى على سرد مستمر، يسرده الكاتب عبر ضمير المتكلم(أنا)، متجاوزاً الاهتمام بعلامات الترقيم، ومعتمداً على أسلوب التداعي بكل أشكاله.

نوان الرواية الغريب أو الصادم ربما.. (قنزة ونزة)، وهي كلمة عراقية سومرية تعني مرض (الانفلونزا) أو (الدوخة) أو الكلام غير الموزون، وهي ما يسميه عامة الناس في العراق، خلال سنوات الخمسينيات الماضية من القرن العشرين، والروائي كما يبدو انه اختار العنوان ليكون متطابقا مع ما ذهب إليه في الرواية حيث جعلها عبارة عن (تداعيات وانثيالات وهذيانات)، تشبه إلى حدٍّ ما هذيانات المصاب بالحمى التي هي أبرز نتاجات مرض الانفلونزا، حيث أن المصاب بها في العادة بالحمى التي تدفعه إلى الهلوسة، وإرسال الكلام من دون وعي ، فيما أبطاله (الراوي، جورية أم الراوي الجنوبية،الراهبة ميري ،كاترين ونابليون)، واضحون في مرجعياتهم الدينية والإنسانية، ويسبحون في نهر واحد منه تنسج حكاياتهم القائمة على المحبة والاتفاق التام مع عيشهم في ظل منغصات حياتية يفرزها الواقع المتلاطم الأزمات والهموم.

المصدر: موقع إيلاف


أضف تعليق