يحاكي الكاتب العراقي فرات المحسن في روايته “كارل ماركس في العراق” صورة من الجدل الدائر بين مريدي نظرية كارل ماركس “فضل القيمة” حيث يجتزئ صورة من هذا الجدل بين مريدي المبادئ الماركسية وما يدور في مجتمعاتنا العربية.
ويختار الكاتب في روايته، التي نشرت في 314 صفحة من القطع المتوسط، رواد الفكر الماركسي في العراق، ليحاوروا ماركس نفسه، تحديدا وبوعي عن حقائق نظرية “فضل القيمة” ومرونتها العالية ومحاكاتها للخاص والعام في ظل ظروف معينة.
والكتاب هو مزيج ممتع وملهم يثير الفضول لاكتشاف ما يصبو إليه الكاتب، الذي بعث الحياة في عروق النظرية الماركسية وجسدها حية ترزق بشخصية الفيلسوف ماركس بذاته وزج بها في حلة العراق الحديثة.
وتدور أحداث الرواية بين محبي الماركسية وصراعات تقرير المصير في ظل الصراع الطبقي والأممي. وسردت باللغة الأم الفصحى، وتألقت بلسان خصوصية اللهجة العراقية العامية، فكان الملتقى بينهما تارة تصادم يفض بعقلانية وجدارة وحكمة بعض الشخصيات المثقفة وتارة بفكاهة شعبية غالبة.
وبالرغم من الأحداث المأساوية، التي دارت بين الفرقاء، إلا أن فكاهة المواقف وفهلوة الشخصيات كانت تمد بالابتسامة. والنسيج والتداخل في الرواية لونّه الكاتب بحرفية لغوية عالية الخصوصية ومعرفة اجتماعية، احترافية، تاريخية وسياسية مدروسة.
والتناول لواقع الحال العراقي جسد اشكال المواجهة الصريحة بين أبناء البلد، بات فريدا من نوعه لما يضم في دهاليزه من غرابة وتناقضات، ومواجهة مقصودة، وبتمعن، نجدها تحاكي الماضي المجيد وتمس الحاضر، بل وجسدت تنوع الشخصيات المذكورة، ووضحت، نسبياً عن الواقع العراقي، أسباب وتنوع هذا التناقض.
المصدر: موقع العرب