رأى أستاذ نظرية الأدب والنقد المعاصر في الجامعة الأردنية د. شكري الماضي أن أهمية كتاب “صورة المرأة في روايات سحر خليفة”، يأتي من موضوعه، إذ يستخلص صور المرأة المتنوعة وقضاياها المتعدد وأساليب رسمها، من خلال استقراء نصوص روائية، تعد من علامات الطريق في مسار الرواية العربية، فروايات خليفة تجسد قيما فنية تتفاعل مع منظومة القيم السائدة وتتناغم مع جوهر الحياة وتطلع الإنسان الدائم “رجلا وامرأة” نحو مزيد من الحرية والتحرر.
ويبين الماضي في تقديمه للكتاب الذي أعده وائل علي الصمادي وصدر بدعم من وزارة الثقافة وعن دار دروب، عمان، أن المؤلف كان حريصا على التعامل مع الروايات باعتبارها أعمالا فنية بالدرجة الأولى، وعلى مراعاة وحدتها وتناغم عناصرها، وتأكيد علاقاتها مع “نظام الواقع”، و”نظام التوصيل”، ويمتلك خبرة أدبية ونقدية واسعة، وقدرة لافته على رصد الظواهر وتحليلها وتفسيرها، وكل هذا مكنه، من إثارة العديد من الأسئلة، الأدبية والنقدية المهمة، والوصول إلى نتائج تستحق التأمل.
والكتاب الذي هو عبارة عن رسالة ماجستير بإشراف د. الماضي يقدم تعريفا بصورة المرأة في روايات سحر خليفة، وهي صورة متنوعة متعددة، لها قضايا وأبعاد مختلفة، عن طريق الربط بين “الشخصية/ الأداة” ورؤية الكاتبة الكلية الشمولية، وهي قضية نقدية مهمة تمكن من الكشف عن العلاقة بين الرؤية والتشكيل الفني.
وأوضح المؤلف، حسبما ذكرت صحيفة “الغد” الأردنية، أن خليفة استطاعت في رواياتها المختلفة، أن ترسم لنا شخصيات ذات أبعاد إنسانية، بضعفها وقوتها، وخوفها وانكسارها، وأحلامها وإصرارها على الحياة والمقاومة، لها سماتها وملامحها الفلسطينية والإنسانية، تعيش في الواقع وتتحرك ضمن أبعاده، وتقاوم وتتحدى وتصمد في وجه المحتل الغاشم، الذي يريد طمس الشخصية العربية، وتغير ملامحها أولا بأول، بحيث تصير شخصية ممسوخة مشوهة، وبدون هوية أو ملامح خاصة.
واعتبر الصمادي أن خليفة تعرض قضية المرأة وطالبت بتحريرها وتعليمها، وكان لها ملامحها وخصوصيتها، وظلت تحمل هم القدس صليبا يثقل كاهلها متحملة الكثير من الصعاب، مبينا أنه قام بدراسة هذه الظاهرة لأن “صورة المرأة في الرواية أكثر رهافة وحساسية وأشد وضوحا في تعبيرها عن الواقع من صورة الرجل”، فالظروف التاريخية والاجتماعية التي مر بها مجتمعنا جعلت حركة المرأة وتحررها مواكبة لحركة الوطن، لذلك فان من السهولة بمكان الربط بين الفكر الذي ينادي بتحرير المرأة والوطن ذلك أن قضية المرأة أحد الأطر العامة لتحرير الوطن النابعة من التصور الليبرالي للإصلاح والتقدم وتحرير الفرد ورقية سبل إلى تحرير المجتمع وتقدمه.
فخليفة، بحسب رأى المؤلف، هي إحدى الروائيات العربيات التي عرضت قضية المرأة، والحديث عن مشاكلها، وأزماتها والمناداة بحريتها ومساواتها بالرجل، مبينا أن أهمية الدراسة تكمن في الكشف عن “قضايا المرأة التي تقدمها خليفة”، وعن الصور المتعددة التي قدمتها للمرأة، والأساليب المتعددة، والتقنيات المتنوعة التي استخدمتها في رسم شخصياتها الروائية.
تناول الصمادي في هذه الدراسة التي قام بها بالبحث عن نوع العلاقة بين صورة المرأة، ومنظومة القيم الاجتماعية السائدة، ما استدعى إلى تقسيم الدراسة إلى مقدمة وتمهيد، وثلاثة فصول، مشيرا إلى أنه تناول أهم المفاصل في حياة الكاتبة، وتبعه الفصل الأول، “قضايا المرأة في روايات سحر خليفة” وقسمها إلى عدت محاور منها “تحقيق الذات”، “القضية الاجتماعية”، “القضية الوطنية”.
وقال الصمادي إنه في هذه الدراسة قام بالبحث عن نوع العلاقة بين صورة المرأة، ومنظومة القيم الاجتماعية السائدة، ما استدعى إلى تقسيم الدراسة إلى مقدمة وتمهيد، وثلاثة فصول، مشيرا إلى أنه تناول أهم المفاصل في حياة الكاتبة، وتبعه الفصل الأول، “قضايا المرأة في روايات سحر خليفة” وقسمها إلى عدت محاور منها “تحقيق الذات”، “القضية الاجتماعية”، “القضية الوطنية”، حيث كشفت هذه المحاور، عن أهم قضايا المرأة التي طرحتها الكاتبة، وناقشتها في رواياتها المختلفة بصراحة وشفافية.
بينما يستعرض الفصل الثاني، “النماذج النسوية في روايات خليفة”، وقسم إلى المحاور هي:”المرأة المثقفة، الأم، العاملة، المناضلة، المومس، الرمز”، حيث كشفت هذه المحاور عن أهم صور المرأة في الروايات، وعن دلالات الصورة فيها، فيما يتناول الفصل الثالث، “رسم صورة المرأة في روايات خليفة”، وقسم إلى المحاور التالية :”الأسلوب التصويري”، “الاستبطاني”، “التقريري”، “التقنيات”، ويكشف هذا الفصل عن الأساليب التي استخدمتها خليفة في رسم الشخصيات، وعن الطريقة التي قدمت بها الشخصية، والأسلوب المستخدم، ارتباطاً مع رؤية الرواية.
وأشار المؤلف إلى انه لحظ من خلال قراءته لخليفة “اهتمامها الكبير بعرض قضايا المرأة ولم تخل أي رواية من رواياتها، من الحديث عن قضايا المرأة ومشاكلها وهمومها، والمناداة بحريتها حيث لا سبيل إلى تحرير الوطن إلا بتحرير نسائه.
