تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

«لهيبُ الكتمان» رواية جديدة لأحمد أيت أعريان

«لهيبُ الكتمان» رواية جديدة لأحمد أيت أعريان

صدرت عن دار «نعمان للثَّقافة» في بيروت رواية جديدة للروائيِّ المغربيِّ أحمد أيت أعريان بعنوان «لهيب الكتمان»، يعكس فيها تحولات المجتمع المغربي وتأثير الأحداث التي جرت في ثمانينيات القرن الماضي في توقه إلى التغيير.

تتمحور رواية «لهيبُ الكتمان» حول معاناة أسرة مغربيَّة مناضلة ذاقت الأمَرَّين بسبب مشاركة أحد أبنائها، الأستاذ حسن العيني، في تظاهرة وقعت في مدينة القصبة في بداية الثمانينيَّات من القرن الماضي.

خوفاً من اعتقاله آنذاك، اختبأ في سرداب بمنزل أسرته مدَّة عقدٍ ونيِّف، ولم يُقدّم نفسه إلى رجال الدَّرك الذين ظلُّوا يبحثون عنه طيلة هذه المدَّة، إلاَّ بعد ظهور حكومة التناوب التي ترأسها عبد الرحمان اليوسفي، اليساري المعروف.

ونظراً إلى القمع الذي كان سائداً في الفترة التي اختبأ فيها حسن العيني في السرداب، فقد عانى الخوف والحرمان، سواء على المستوى النفسي أو الجسدي.

كذلك عانى أفرادُ أسرته الذين كتموا سرَّه معاناةً مزدوجة، ذلك خوفاً من العثور عليه في السرداب من طرف الدركيِّين، وخوفاً أيضاً من معرفة أقاربه الآخرين حقيقة أمره، لأنَّ أبا حسن العيني وأمَّه وزوجته تعاهدوا في ما بينهم على كتمان سرّ اختبائه. وبسبب هذا الكتمان العجيب والغريب في الوقت نفسه عاشَ أقرب المقرَّبين إلى حسن العيني (ابنه وأخوه وأصهاره وأصدقاؤه) في حيرة وقلق لأنَّهم كانوا يجهلون مصيره.

واعتماداً على الخيال، تتبَّع السَّارد مسار شخصيَّات الرواية من البداية إلى النهاية، كما تفنَّن في إبراز ما يمور في أعماقها من أحاسيس وتناقضات؛ بالإضافة إلى إبراز علاقاتها المتوترة بالواقع الاجتماعيّ والسياسيّ في هذه الفترة العصيبة التي انتهت بظهور هيئة الإنصاف والمصالحة التي عملت كل ما في وسعها لإطفاء أجيج الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

وترمز هذه الرواية في العمق إلى التحوُّل الذي عرفه المجتمع المغربي في بداية الألفيَّة الثالثة بفضل ما قامت به هيئة الإنصاف والمصالحة، كما تشير في الوقت نفسه إلى خطورة انتكاسة الحريات العامَّة في المغرب والعودة إلى زمن العسف والاضطهاد.

 


أضف تعليق