يناقش برنامج “ليلة القصة والرواية” الذي يقدمه الإعلامي المصري خالد منصور، في حلقة يوم الأربعاء، 31 من أغسطس الجاري، في تمام الساعة السابعة مساء بتوقيت القاهرة على شاشة قناة النيل الثقافية القاص والروائي الدكتور أحمد سمير سعد حول روايته “شواش”، والقاص والروائي فكرى عمر حول مجموعته القصصية “تراب النخل العالي”.
ليس معتاداً أن يكتب روائي روايته من النهاية ليس فقط من نهاية الأحداث أو المشهد النهائي لخطه السردي ولكن من فناء العالم ذاته. يستمر صراعنا مع الحياة وترقبنا للموت بأشكال مختلفة نشعر معها أنه لا يوجد حل نستطيع أن نصل به إلى يقين أو خلاص.
وعلى عكس ما نأمل فيه من أن تصلنا النظريات العلمية بكل عقلانيتها ومنطقها بالاعتماد على المدخلات وصولاً إلى النتائج إلى اليقين، إلا أنها تزرع فينا الشك اللانهائي لنضيّع زمن رحلتنا القصيرة المسماة بالحياة في بحث لا طائل له مترقبين النهاية بأشكال مختلفة.
استطاع أحمد سمير سعد في روايته “شواش” الصادرة عن دار أكتب للنشر، في القاهرة، إخراج هواجسه ومخاوفه بشكل كبير اعتمادا على فلسفة العلوم وعلى كم معرفي لم يتحول إلى مقاطع تقريرية بالرواية بل إلى طريقة تفكير في العالم وما سيؤول إليه ومكاننا في هذا العالم المليء بالفوضى والعبث.
انتقلت الفوضى من العالم إلى بنية الرواية ذاتها فالشخصيات مبعثرة وذاكرة الراوي مشتتة ما بين الأزمان بحثاً عن راحة عقله وروحه مصراً على تنفيذ مشروع قد لا يستفيد به أحد، يسير في الحياة بلا أمل أو رجاء.
مشروع يعتمد على الرياضيات على الأرقام، مدخلات تتنبأ بوقوع النهاية، النيران تشتعل في كل مكان. الموت مجاني للغني والفقير. كريشندو يتصاعد ينبأ بالظلام. قد تقوم ذرة رمال بهدم جبل أو خفقة فراشة بتكوين إعصار .. كل شئ ممكن ومحتمل .. ولكن بالتأكيد فطاقات الشر والكراهية تؤدي إلى اشتعال لا نعرف نهاياته، ولكن تبقى طاقة الحب تجعلنا صامدين لمواجهة الرحلة أيا كانت نهايتها.
أحمد سمير سعد، مدرس تخدير بكلية طب قصر العيني، له مجموعتان قصصيتان “الضئيل صاحب غية الحمام”، والتي حصلت على جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة المركزية، “طرح الخيال”، وله روايتان “سِفر الأراجوز” و”شواش”، وله رواية ومجموعة قصصية وكتاب تحت الطبع.
تدفع قصص مجموعة “تراب النخل العالي” للكاتب فكري عمر، الصادرة عن سلسلة إشراقات جديدة، في الهيئة المصرية العامة للكتاب، إلى التفكير في تلك الذات التي تقاوم المسالمة.
وتتعدد مستويات ظهورها داخل القصص، هذا التعدد تختلف معه آليات المقاومة التي تريد البصيرة الكتابية استخدامها في التحرر من ضرورة التصالح مع العالم أو حتمية ترويضه.
في قصص المجموعة نحن نقف مع فكري عمر عند حافة الانتهاك دون ملامسته أو دون التقدّم نحو التورط في عنفه، نراقب محاولات تلك الذات للانفلات من الخضوع للرغبة في تنظيم الواقع، والتي تأخذ أحياناً – أي المحاولات – طبيعة الحلم.
فكري عمر، فازت روايته “الزمن الآخر” بجائزة المجلس الأعلى للثقافة – دورة إبراهيم أصلان – عام 2012 الجائزة الأولى، وله مجموعة قصصية بعنوان “الجميلة وفارس الرياح”.
نشرت قصصه القصيرة في جريدة أخبار الأدب، والثقافة الجديدة، والأخبار، والقاهرة، والأهرام المسائي، وآخر ساعة، ونصف الدنيا، وغيرها، كما تنشر نصوصه بموقع الكتابة الجديدة، وأكسجين وسين، وعديد من المواقع الأدبية والثقافية.
المصدر: موقع “الممر” الإخباري