تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

محاضرة لغادة خليل في الأردن تتقصى رواية المرأة ببلاد الشام

محاضرة لغادة خليل في الأردن تتقصى رواية المرأة ببلاد الشام

قالت الباحثة د.غادة خليل، إنه وفي تقصيها عن خصوصية كتابة المرأة، وهل لدى الكاتبة أسلوب مختلف في التعبير الفني، فإنها لم تجد مفردات معينة خاصة بالنساء أو نمطا مختلفا في بناء الجملة في الأدب الذي يكتبنه.

وأضافت، خلال محاضرتها “ملامح خاصة في رواية المرأة” في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي بالأردن، والتي قدمها فيها إلى الجمهور وأدار الحوار د. مصلح النجار، أن ما لفت الانتباه  خلال تصفحها المواد البحثية هو “كراهية الكاتبات ورفضهن لمصطلح كتابة نسائية، بل واستهزائهن به على أساس أن الأدب لا جنس له”.

غير أن الباحثة لفتت إلى أن السبب الأهم هو “وصمة الضعف التي يتسم بها النقد ما اصطلح على تسميته بالأدب النسائي ورغبة الكاتبات في تجنب هذه الوصمة”.

وأكدت أن ما كرسته جهود نقدية عديدة سائدة هو أن “المرأة لا تكتب سوى ذاتها ومشاعرها الشخصية”، وأن “كتابتها سطحية محدودة لا يعتدّ بها كثيرا”.

ولفتت إلى أنها وخلال دراستها في ثلاث مراحل مهمة؛ البكالوريوس، الماجستير والدكتوراه، لم تدرس سوى ثلاث روايات من مساهمة المرأة، وهي “باب الساحة” لسحر خليفة، و”ثلاثية غرناطة” لرضوى عاشور، و”ذاكرة الجسد” لأحلام مستغانمي، مؤكدة أن كثيرا من الدراسات النقدية التي طالت الرواية العربية تكشف عن “إغفال لرواية المرأة أو توجيه الاتهامات المتسرعة لها أو إطلاق التعميمات بحقها”.

وبينت خليل أن المرأة في بلاد الشام كتبت عشرين رواية حتى العام 1950 كانت ثماني عشرة منها لكاتبات من لبنان واثنتين سوريتين، في حين ظهرت أول رواية نسائية لبنانية في العام 1891، وتأخرت أول رواية سورية حتى  العام 1949، وأول رواية فلسطينية حتى العام 1951، في ما صدرت أول رواية أردنية في العام 1976.

وخلال الخمسينيات والستينيات تتابعت الأعمال الروائية النسائية، وغلب عليها الاتجاه الرومانسي الاجتماعي منقسما إلى تيارين، الأول مثالي مسالم، والثاني ثوري رافض، في حين أن الاتجاه الواقعي في رواية المرأة في بلاد الشام نجد إرهاصاته مع رواية “صوت الملاجئ” لهند حنا و”فتاة النكبة” لمريم مشعل، وبعض روايات إملي نصرالله السابقة، لكن بدايته الحقيقية كانت العام 1967 مع أول رواية واقعية مكتملة العناصر وهي رواية “حي اللجي” لبلقيس حوماني.

وعرضت الباحثة ملخصا لصيرورة الرواية التي كتبتها المرأة في بلاد الشام، راصدة تطور خطاب المرأة وانشغالاته، خصوصا انتقالها من التقليدية المكرسة لصورة المؤنث والمذكر كما هي في المجتمع دون تحوير أو تغيير، نحو تحليل وتصوير الأوضاع التي تحد من مشاركتها الاجتماعية والسياسية والثقافية والاحتجاج على أشكال التمييز كافة التي تعاني منها.

إضافة إلى ذلك، عرضت خليل تنويعات أخرى في الخطاب، كالخطاب الغاضب، والخطاب الشارح لحالات الظلم والاستلاب، والخطاب الذي يعكس حالات التمييز والظلم ونتائجها بشكل مباشر أو موارب ويقدم شخصيات واعية تخط طريقها وتحاول أن تحدث تغييرا حقيقيا كشخصية (سمر) في باب الساحة لسحر خليفة.

وبينت المحاضرة أن من العلامات الفارقة في رواية المرأة أن “صورة الأم المضحية الصابرة المكرسة في ثقافتنا كرمز مبجل لا تحظى بهذا التبجيل في رواية المرأة، بل كثيرا ما تحتج عليها البطلات ويجدن فيها رمزا للخنوع الذي يرفضنه ويقاومنه”.

وحول صورة المحاربة، أشارت إلى أن تنويعاتها تشكل النموذج الأكثر حضورا في الرواية النسائية، كما تجد الباحثة أن صورة المرأة الكاتبة، تفرد لها الروائيات مكانة مهمة في السرد، إذ تظهر البطلة ككاتبة في العديد من الروايات، إضافة إلى الحضور المهم للمكان في رواية المرأة والذي تتراوح صورته بين نقيضين: المعادي والأليف.

وآخر الملامح التي رصدتها الباحثة في رواية المرأة في بلاد الشام، هي “تقارب رواية المرأة ثنائية القبح والجمال، بما يجعلنا نصنفها ملمحا خاصا”، لافتة إلى أنه “إن كان شائعا الاحتفاء بالجمال والتأريخ له، فإن رواية المرأة تؤرخ للقبح في روايتها، فتختار بطلات لا يعدهن المجتمع جميلات وتقترب من نفسياتهن ومشاعرهن وإحساسهن بالإقصاء والهامشية”.

المصدر: صحيفة الغد الأردنية

 


أضف تعليق