تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

محمود الورداني يسخر من العالم وقسوته في «باب الخيمة»

محمود الورداني يسخر من العالم وقسوته في «باب الخيمة»

تثير رواية محمود الورداني الجديدة «باب الخيمة»، الصادرة في القاهرة حديثاً (دار العين- القاهرة)، في متلقيها عشرات الأسئلة حول طبيعة الاستبداد، ومن المؤسسة الصحفية الكبيرة ودكاكين الصحافة المنتشرة وتنظيم الصوت والضوء الشيوعي السري تبدأ الحكاية، التي تتشكل من ثلاث وحدات مركزية تتخذ عناوين فرعية دالة: «الصوت والضوء/ البهجة مع سبعاوي/ نوبة فوبيا». وكل عنوان يعبر عن بنية قادرة على أن تؤدي وظيفة داخل المسار السردي للرواية، فالصوت والضوء اسم التنظيم الشيوعي الذي انتمى إليه البطل المركزي في الرواية جمال الصاوي الصحافي المتورط في السياسة بحكم الانتماء الطبقي والانحياز الأيديولوجي، فأبوه كمال الصاوي أحد الشيوعيين الذين اعتقلوا مراراً وأُفرج عنه عقب تقديمه طلباً يعضد فيه نظام الحكم، وهو ما يصنع حاجزاً بين الأب والابن. وفي «البهجة مع سبعاوي» يحيل الكاتب إلى شخصيته المركزية «الشاعر عبدالرحمن سبعاوي» رفيق البطل في رحلتهما إلى ليبيا، التي تقتضي الذهاب إلى سرت ومقابلة القذافي.

وفي «نوبة فوبيا» يستخدم محمود الورداني تعبيراً أثيراً لديه «نوبة»، وقد وظّفه من قبل في روايته «نوبة رجوع»، ويستخدمه هنا على نحو مغاير، حيث يحيل إلى الفوبيا التي هيمنت عليه واقترنت بمخاوفه من وشاية سبعاوي به، وتسليمه إلى السلطات الليبية. ويتوزع المتن السردي على الأقسام الثلاثة على نحو دال، فالقسم الأول يتشكل من عشر مقاطع، تتناقص في القسم الثاني لتصبح سبعة مقاطع، ثم تصير في القسم الثالث أربعة مقاطع فقط، وكأننا أمام ثلاث حركات موسيقية تتمايز تدريجاً.

يتسم المشروع الروائي للكاتب محمود الورداني بالتجدد المستمر، ففي كل نص تزيد مساحة اللعب الفني أكثر، بطريقة تخص منطق السرد ذاته، وحيله وتقنياته، ومزجه بين التسجيلي والتخييلي، وجدله بين السياسي والفني في رواية بديعة ومتماسكة بنائياً، مصحوبة بشغف، وأسى حقيقيين، والأدهى أنها محملة بخيبات لا نهائية تخص عالما نقاومه بالانتصار للمعنى والجمال والسخرية من العالم.

المصدر: موقع الحياة


أضف تعليق