تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

معرض عمّان الدولي للكتاب يحتفي برواية ‘سروال بلقيس’

معرض عمّان الدولي للكتاب يحتفي برواية ‘سروال بلقيس’

احتفل الروائي صبحي فحماوي وبعض القراء بتوقيع روايته الثامنة بعنوان ” سروال بلقيس” في جناح “مكتبة كل شيء الحيفاوية ” وابتدأ الحفل بكلمة لصالح عباسي مدير عام الدار، قال فيها: إن رواية “سروال بلقيس” من أهم الروايات الصادرة عن مكتبة كل شيء الحيفاوية، وما يميزها بساطة أسلوب الكتابة، وبلاغته، وكذلك السرد الدرامي الذي لا يترك للقارىء فرصة لالتقاط أنفاسه، قبل أن ينتهي من قراءتها كاملة. وهي من الروايات النادرة التي تصور أحداث 24 ساعة – تبدأ وتنتهي خلالها.. في مخيم فلسطيني حديث الإنشاء عام 1951 – ورغم أن مكان المخيم غير مذكور تحديداً، فالمكان مختوم على جبهة كل مخيم عربي.
وعن هذه الرواية كتب الناقد المغربي د. عبدالجبار العلمي: “سروال بلقيس” للروائي صبحي فحماوي، صورة مشرِّفة للمرأة الفلسطينية. والرواية ترصد معاناة الشعب الفلسطيني في المخيمات، وتصور بكثير من الصدق والواقعية والمرارة الوضع اللاإنساني الذي يعرفه واقع الحياة فيها، وذلك إثر تعرضه للطرد والتشريد والتهجير من لدن الاستعمار الإسرائيلي المحتل لأرضه بدعم من العصابات الصهيونية وحلفائها من القوى الاستعمارية العالمية سنة 1948.
ومن المفيد الإشارة هنا إلى أن القضية الفلسطينية موضوعة حاضرة في كل أعمال الكاتب الروائية، إلا أنها تتفاوت في درجة هذا الحضور، ففي بعضها تحضر بشكل جزئي ضمن قضايا أخرى تكون هي المهيمنة، وذلك من خلال شخصيات ذات أصول فلسطينية طالها التشريد والتهجير في أرض الشتات، وظلت دائماً مهمومة بالقضية، حالمة بالعودة إلى أحضان الوطن، أو من خلال الإشارة إلى أحداث فارقة تتصل بالمقاومة والكفاح داخل أرض فلسطين وخارجها، كما هو الحال مثلا في روايتيّ “الإسكندرية 2050 ” الصادرة عام 2009 و”على باب الهوى” الصادرة 2014. أما بعضها الآخر، فتحتل فلسطين تاريخاً وقضية ومأساة شعب، الموضوع الرئيس أو المهيمن فيها، وهذه الأعمال هي: “عذبة” (2005). “حرمتان ومحرم” ( 2007 ). “قصة عشق كنعانية” (2009). “الأرملة السوداء”، “سروال بلقيس” (2014).
إن رواية (سروال بلقيس) هي حكاية امتزجت الوقائع التاريخية فيها بالخيال المجنح أحياناً ونحن نتابع سرداً ووصفاً مطولا وشرودا أحيانا لمختلف أنواع المعاناة للإنسان الفلسطيني المهجر، فمرارة الواقع جاءت في وصف دقيق للخيام المنصوبة والمتجاورة كأنها أشباح أو شواهد آلاف القبور في صحراء العلمين المخيفة، لكن وصف الكاتب الهادئ والمؤثر للحياة والطعام البسيط وكيفية المنام في الخيام، وتجسس الناس على بعضهم واكتشاف ما يفعل الجار الملاصق أو ما يقوله، جعل القارئ جزءا مكملا للنص، ولم يتوقف فحماوي عند وصف حياة الأسرة والخيام والجوع والعري، بل تناول ظروف العمل وطرق كسب الرزق بسرد حي مثير للشفقة ودقيق، وكأنك ترى وتعايش الفئة من الناس الذين تناولتهم اهتمامات صبحي، ولم ينس كاتبنا سوء المعاملة والتفرقة التي كان اللاجئ يلقاها سواء في سوق العمل أو على المستوى الرسمي.


أضف تعليق