لوحة “الصرخة” للفنان النرويجي إدفارت مونك، استخدمها الكاتب المغربي مراد الضفري كصورة غلاف لروايته الجديدة “ملنخوليا” لخَّصت ثيمات الرواية، اللوحة الشهيرة تمثل سماء حمراء تحيط برجل مُعذب يصرخ فوق جسر بأوسلو، دون أن يعبأ أحد بصراخه.
جاء السَّرد في”ملنخوليا” بعدة مستويات، مستوى أفقي تمثل بطرح الفكر الثوري العربي في السبعينات، واستمر حتى نهاية الرواية، ووضع حركة المقاومة الفلسطينية تحت المجهر كنموذج له، وآخر مواز له تمثل بفكر عدمي، انتهازي يرى كل شيء لا معنى ولا جدوى له. بينما جاءت المستويات العمودية للسَّرد بطرحها بدائل للفكر الثوري، والفلسفي السبعيني، وتغييرها بطروحات فلسفية وعملية واقعية، تعالج سيئات الحاضر، وتطالب السلطة السياسية الحاكمة بالتغييرات.
ابتداء من عتبة العنوان “ملنخوليا” الذي يعني المرض العقلي، الناتج عن اضطرابات للغدد الصماء، المسببة لمن يصاب بها تغليب الهم والحزن، والقلق، وضيق الصدر والكآبة الدائمة، وكره الحياة الواقعية، نعيش اضطرابات طارق بطلها كمريض “ملنخوليا” يفضل العيش مع ذكريات قديمة، ويفضلها على الحاضر.
طارق ولد الخيل، المغربي، الذي يعيش بين الدار البيضاء والرباط حياة عدمية بلا عمل، ولا أمل له بالغد، والناس، تنفق عليه حبيبته القديمة ليلى، كما أنها دفعت عنه أقساط الشقة، التي اشتراها حين كانا يعيشان معا، يقضي نهاره وليله في منلوجات طويلة يتذكر فيها أيامه السالفة بفلسطين، والكأس لا يفارق شفتيه، إلا ليملأه ثانية.
وتمضي لياليه، وهو ينتقل بين أحضان عدة نساء من الحاضر والماضي، من الحاضر، عشيقته الشابة اليهودية المغربية أماليا، تقابلها سلوان الفلسطينية التي عشقها في غزة أثناء مشاركته في الدفاع عن المدينة ضد العدوان الإسرائيلي عام 2008.
المصدر: موقع العرب اليوم