أقام نادي حيفا الثقافي أمسية إشهار ومناقشة روايتي “ذاكرة عالقة” و”عين الغراب” للكاتب الجزائري حسان أحمد شكاط حضرها عدد من أصدقاء النادي والمهتمون بالثقافة والأدب. وكانت البداية لمسة وفاء لطيب الذكر د. حيدر عبد الشافي وذلك من خلال شريط قصير مصور عن حياته.
افتتح بعدها الأمسية رئيس نادي حيفا الثقافي، المحامي فؤاد مفيد نقارة، وقدم د. أليف فرانش مداخلة قيّمة ومميزة حول رواية “ذاكرة عالقة” بعنوان “ذاكرة عالقة-الحزن العالق والعيش بأثر رجعيّ”. فتناول فيها محاور العمل الثلاثة في الرواية والتئامها. الموت، القتل والاختطاف، ومعها الاضطرابات النفسيّة من الهلوسات التي تصاحبها الوساوس، والتخيّلات، والسير على الخطّ الهشّ بين الواقع والخيال، بين الوعي واللاوعي، والملانخوليا، والانقلابات في المفاهيم والمراكز والأدوار، على اختلافها من زمن وشخصيّات ومفاهيم أساسيّة للحياة لا تترك فسحة من أمل للشخصيّات في تخطّي العقبات التي تعترض حياتها، وفي التحرّر من الذاكرة التي تجسّد الحزن أمامها في مظاهر عيشها المختلفة، وتترك القارئ في تساؤلات حول المعاني التي يقصدها الشكّاط في هذا العمل، ومن ورائه. لكن، وكما يبدو، فالإنسان العصريّ، في عيشته الراهنة، يعاني من اقتحام الزمن لهدوئه النفسيّ، ويخنقه المكان بما يسوده من شرور طاغية، وبدلا من الرنو إلى المستقبل المنير يلتفّ حول نفسه، كدودة كافكا، ولا يجد إلّا الماضي ليهرب إليه، فيعلق هناك في الذاكرة الحزينة، تلك التي استحالت نقمة عليه، حيث يسود الحزن، ويتكسّر الزمن، ليحيى حياته بأثر رجعيّ.
وقامت د. لينا الشيخ حشمة بمداخلة مُعمقة ومُنمقة حول “عين الغراب” فاستهلتها بوصفها أنها رواية عن القبح، تحدث في فوهة الجحيم، تقمعك وتهشم إنسانيتك. قدمت تحليلا عميقا ماتعا لأحداث الرواية، مضمونها، أبعادها تاريخيا وجغرافيا، شخصياتها، وتحليل لأسماء الشخصيات.
أما عن عين الغراب البطل بلا بطولة، نشأ ضحية للفقر والجوع والأذى، قست عليه الدنيا فقرر أن يرد لها القسوة أضعافا. لم تعرف الانسانية إلى قلبه سبيلا. حتى ملامحه كانت تخلو من علامات الحياة، متعطش دائم للدماء.
وأضافت، ترصد الرواية قضايا اجتماعية وسياسية، واصفة عين الغراب بشخصية فاوستية (تأثرا بالأسطورة الألمانية – فاوست) ذاك الرجل الذي تحالف مع الشيطان سعيا للمعرفة. وأضافت أنها رواية ركيكة الحبكة، ضعيفة التسلسل والترابط المنطقي”.
المصدر: موقع العرب اليوم