استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي في مقره بالمسرح الوطني، الروائية منال جلال في أمسية بعنوان “في عشق الرواية” بحضور حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وسالم بوجمهور مدير فرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي وعدد من المهتمين بمجال الأدب والكتابة.
قدم للأمسية الكاتب حسان سراي الدين بقراءة في أعمال منال جلال، موضحاً أن منال جلال روائية مصرية شابة درست في جامعة عين شمس وتخرجت عام 2002 من كلية الهندسة المدنية، عشقت الرواية كفن للتعبير عن المشاعر والتحاور مع المجتمع، ترفضه، تسايره تحاوره وتقولبه ثم تنخرط فيه لأنها تنبع منه وإليه مصبها، انشغلت بالكتابة منذ نعومة أظفارها، وشاركت في مسابقات القصة القصيرة، ففازت بالمركز الأول على مستوى جامعة عين شمس.
وأضاف سراي أن منال جلال خطت في عالم الرواية العربية خطوات واضحة ومطردة نحو الأمام، فمن يقرأ أعمالها المنشورة سيلاحظ لديها تطوراً في تكنيك النسيج الروائي وتحسن اللغة التي بدت في مواقع كثيرة مستعجلة نوعاً ما في روايتيها الأولى والثانية، بينما تبدو أكثر نضجاً في روايتها الثالثة، لا سيما في أسلوبها الأدبي وشخصياتها، وهذا يدل على أنها تتدرج في الحفر عميقاً في بناء الشخصية الدرامية والروائية وفي صخورها الصلبة أثناء صعودها المتسارع سلالم الإبداع والتألق، وهي قلم جريء وواعد في عالم الرواية.
وأكد سراي أن مساحات الرواية لديها متسعة ومتشعبة وهي ميزة قلما وجدت عند الكتّاب، على الرغم من عدم حضور البيئة كلاعب مهم وملهم في العمل الإبداعي، غير أن خطواتها تؤكد أنها ستكون رقماً مهماً في عالم الرواية العربية.
وعدد سراي الأعمال الروائية لمنال جلال وهي: «المتمنعات» 2013، «شهوة» 2014 و «ندوب عميقة» 2016 وهي روايات ذات طابع حسي يركز على الحدث، ولديها قيد الطبع رواية جديدة، موضحاً أن رواياتها بشكل عام تتناول قضايا إنسانية واجتماعية وتمتاز بالتحليل النفسي للشخصيات، وقد أشاد بقلمها الروائي الكبير صنع الله إبراهيم.
ونوه سراي بما قالته الكاتبة نفسها عن روايتها «المتمنعات» حيث تورد أنها في هذا العمل تتوجه إلى القارئ وتقول «الحب هو دافعها لكتابة الرواية وهو الذي يصطلي أبطالها بناره فيعذبهم ويشقيهم ثم يسعدهم ويفرحهم، إنه يقودهم، يقهرهم، يهزمهم، ثم يعود لينتصر بهم ولهم» وكم يذكرني هذا المقطع، يقول سراي، بقصيدة الحب كالموج لمحمود درويش، وأيضا كما تقول حول روايتها «ندوب عميقة» على الإنسان أن يختار في حياته ولو مرة على الأقل الشيء الذي يحبه حتى ولو كان اختياراً خاطئاً ليشعر بأنه يعيش حقاً، وإلا فلا معنىً لوجوده في هذه الدنيا.. واعتبر سراي هذا القول يؤكد بأن الحب حاجة إنسانية ملحة.
وفي معرض إجابتها على أسئلة الحاضرين تحدثت الكاتبة عن رحلتها في عالم الكتابة وأطروحاتها الإبداعية، وخبايا عالم الرواية، وتقنيات السرد، وأهم التحديات التي تواجه الكاتب والمبدع ومدى نجاحه في أن يكون ضمير مجتمعه ولسانه.
وقالت: لقد بدأت دراسة اللغة العربية في المملكة العربية السعودية مما أثرى لغتي وشكل لدي ثروة لغوية، وأكدت أنها تجد نفسها أكثر في الرواية فهي العشق الأول لها ككاتبة، وأن «ندوب عميقة» تمثل مرحلة نضج بالنسبة لها ومعظم شخصياتها تتقمصها من داخلها وتستخدم الأسلوب الذي يخدم النص، وأن الهدف من كل مشهد في الرواية أن يخدم فكرتها ويسعى إلى توصيلها.
المصدر: جريدة الخليج الإماراتية