تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«ميلانين».. رواية تحكي عن شعور الإنسان بالاغتراب داخل وطنه وخارجه

«ميلانين».. رواية تحكي عن شعور الإنسان بالاغتراب داخل وطنه وخارجه

رواية “ميلانين” للكاتبة التونسية “فتحية دبش” تحكي عن الاغتراب، سواء داخل الوطن أو خارجه، شعور الإنسان بالاغتراب داخل وطن لا يوفر له حياة كريمة، وفي بد آخر يلجأ إليه لكنه يجد العنصرية والاضطهاد في استقباله.

تحكي الرواية عن اغتراب الشرقيين حين يذهبون إلى فرنسا، ليس فقط لأنهم يكرهون كونهم مطرودين من وطن لا يوفر لهم حياة كريمة، ويجبرهم على الرحيل بحثا عن لقمة العيش، ولكن لأن الوطن الجديد ليس وطنا، يلاقون فيه معاملة سيئة، فيعاملون بعنصرية واضطهاد، يقومون بأعمال شاقة تستهلك ساعات يومهم، وتستنفذ قوة أجسامهم، يبنون فرنسا، منذ أجيال.

يبنون أنفاق المترو والمستشفيات وأماكن أخرى حيوية وهامة لكنهم لا يجدون معاملة حسنة، يعيشون في إحياء شعبية مكتظة، ويعانون من اضطهاد الشرطة، ومن بطالة وفقر وعوز. ومن اتهام أنهم من يثيرون الشغب وأعمال العنف في المجتمع. ذلك  الاغتراب المضاعف الذي يعاني منه المهاجرون، اغترابهم داخل وطنهم الذي لم يحنو عليهم والاغتراب من معاملتهم كمواطنين درجة ثانية وربما ثالثة ورابعة، في مجتمع غربي يأبى اندماجهم، بل يظل يحافظ على مسافة كبيرة بين مواطنيه وبين المهاجرين من شمال إفريقيا وباقي بلدان الشرق الأوسط.

تطرح الرواية أيضا إشكالية الكتابة، كيف يعاني الكاتب حين يخلق شخصياته، ويرسم مصائرهم وصفاتهم ملامحهم، وبشكل مميز تتخيل الكاتبة تمرد الشخصية الروائية على كاتبتها واختيارها مصير لنفسها من صنعها هي، وكأن الكاتب إله يدعي الرحمة بشخوصه لكنه لا يتنازل عن سلطويته تجاههم.

تتمرد رقية وتقرر أن تموت، وتترك رسائل لأنيسة عزوز تخبرها فيها أنها ليست كما رسمتها وتخيلتها، لكنها أيضا تموت لأنها لم تتحمل موت حبيبها الذي قتله اغترابه، بعد أن كان عاشقا حنونا لها. غيرته غربته في فرنسا، فقد إحساسه بذاته وتاه وسط الصخب، واستسلم للقسوة حتى غزت قلبه وأصبحت طريقته في التعامل مع حبيبته، ليموت موته، ليست مضحكة بقدر ما هي ساخرة، اختارتها له أنيسة عزوز  ربما تنكيلا به أو لأجل ما فعله برقية، فقد مات اختناقا بحبة فياجرا، ورقية من جانبها تحملته في قسوته، ولم تغضب منه ظلت تراه وطنا لها رغم تحولاته.

المصدر: موقع كتابات

 


أضف تعليق