أقيمت جلسة تحت عنوان: «قراءات في السرد النسائي الإماراتي»، قدمتها الدكتورة منى الساحلي، إلى جانب أربع طالبات من قسم اللغة العربية بجامعة الإمارات، وهن فاطمة الأحبابي، ومريم حمود، ومريم آل صريدي، ووفاء البريكي وذلك فعاليات معرض العين للكتاب.
وفي البداية تحدثت د. الساحلي عن نشأة وتكوين الرواية الإماراتية، مشيرة إلى أن بعض الباحثين يرون أنها تأخرت في النمو قياساً ببقية الأجناس الأدبية الأخرى، ويمكن القول إنها كانت ثمرة من ثمار النهضة الأدبية التي بدأت قبيل اكتشاف النفط، وازدهرت بعد ذلك بانتشار التعليم وتأسيس الصحف والمجلات الأدبية والثقافية التي نشرت المعرفة، وعملت على كسر العزلة، ومدّت جسور التواصل مع العالم الخارجي، بدءاً بالمحيط العربي وما يدور فيه من زخم فكري وأدبي، فأثرت تأثيراً كبيراً في نشأة فن الرواية وفي تطورها.
الروايات النسائية الإماراتية تحديداً، فكثير من الدراسات تتفق على أن بداياتها كانت عام 1990، بظهور رواية «ملائكة وشياطين» للكاتبة باسمة يونس، وهي بدايات بطبيعة الحال لم تنطلق من فراغ، فقد سبقتها تجارب كُتبت في هذا الفن، مثل الأديب راشد عبدالله صاحب رواية شاهندة المنشورة عام1971، وعلي أبو الريش، إضافة إلى تجارب كتابة القصة القصيرة التي شاركت المرأة أيضاً في ارتيادها مثل: شيخة الناخي ومريم جمعة فرج وغيرهما.
وتابعت الساحلي: «لقد تعددت مضامين السرد النسائي وتنوعت قضاياه، بقدر انفتاح المجتمع على الحياة الجديدة بمتطلباتها وتعقيداتها، وازدياد وعي الكاتبات وامتلاكهن لأدواتهن الفنية. فيجد القارئ القضايا ذات البعد الاجتماعي، وخاصة تلك التي تمس المرأة مباشرة، مثل قضايا الزواج والطلاق والغيرة والزواج بالأجنبيات، وتعليم المرأة وعملها، إضافة إلى القضايا ذات البعد النقدي المنطلق من رؤية حضارية تحاول كسر طوق العقلية القديمة الواقعة تحت سطوة العادات والتقاليد البالية، فضلاً عن قضايا التحول الحضري الذي طرأ على المجتمع الإماراتي، وما نتج عنه من ظواهر».
وأشارت الساحلي إلى أن تقنيات السرد لدى الكاتبة الإماراتية تنوعت كثيراً، ما يدل على محاولتها تخطي البداية المتأخرة لهذا الفن، بسرعة الإنجاز في تجريب أنماط من السرد الحديث، حتى يمكن القول إن أشكال الرواية التقليدية التي تسير بخط أفقي من البداية، فالحبكة في النهاية تكاد تغيب، لتطغى عليها أشكال السرد الحديثة مثل الكتابة التوثيقية وتعدد الشخصيات، واستعمال تقنيات الاسترجاع وتيار الوعي، والمونولوج، إلى تقنيات الزمان والمكان لتنوع فضاءاتها الزمانية والمكانية بحسب مقتضيات الرؤى والأفكار المتحققة عبرها، إلى جانب استخدامها للغة السرد التي تعتمد على المجاز والرمز والشعرية واستخدام اللهجة الدارجة، واستلهام المأثورات الشعبية، فقد سجلت الكاتبات بعض العادات البدائية في العلاج الشعبي والعادات المتبعة، والحرف السائدة مثل الصيد وتجارة اللؤلؤ.
وقدمت الطالبات قراءاتهن في أربعة نماذج من السرد الإماراتي وهي «زاوية حادة» للقاصة والكاتبة فاطمة سلطان المزروعي، و«لحوم للبيع… تجارة سوداء في شوارع الأسواق الملعونة» لسعاد الشامسي، و«سلطنة هرمز» لريم الكمالي، و«قوس الرمل… ملهاة المهد والماء» للكاتبة لولوة المنصوري.
المصدر: صحيفة البيان الإماراتية