تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

نزار عبدالستار: الرواية التاريخية ماتت مع جورجي زيدان

نزار عبدالستار: الرواية التاريخية ماتت مع جورجي زيدان

نزار عبدالستار روائي عراقي، صدرت له مؤخرا رواية “ترتر” تبدأ أحداثها في أكتوبر من العام 1898، حيث يقوم إمبراطور ألمانيا فيلهلم الثاني برحلة إلى الشرق. في إسطنبول، يلتقي السلطان عبدالحميد الثاني ويخطّطان لإنشاء سكّة حديد برلين-بغداد. ومن غير آينور هانز، التي تعمل مرشدة سياحية، للقيام بهذه المهمة؟ لكن آينور هانز المسكونة بالأحلام، والحب، تذهب إلى أبعد من ذلك، متحدية جبروت ثلاث دول عظمى هي إنكلترا وفرنسا وروسيا.

ينطلق عبدالستار في مشروعه الروائي من التاريخ كإطار للعمل. يعلق بالقول “لديّ شغف كبير بالتاريخ لأنني نشأت بجوار بقايا مدينة نينوى الآشورية. كانت طفولتي قريبة من تلك الصروح الملغزة والساحرة وكنت ألجأ إلى خيالي كي أفسر ما أرى، وحين كبرت شكل التاريخ القديم نواة ثقافتي وجعلني أهتم بالرؤية الجامعة وأبحث في الجذور من أجل خلق مشروع يوتوبي أعيد به صياغة العالم. هناك خديعة كبرى في القراءات الأيديولوجية للتاريخ وقد استغلته النظم الفردية لتوهمنا بالهوية الواحدة. توجد في كل رواية من رواياتي رؤية تعيد الصياغة وتصحيحات أراها أكثر موضوعية مما فرضته علينا المناهج الدراسية. الأدب السردي يشتمل في أركانه على الفكر وهو جزء من تاريخ إنسان وأنا مهتم كثيرا بالهوية وأيضا بالحقيقة”.

رواية “ترتر” جاءت لتسلّط الضوء على فترة زمنية مضى عليها أكثر من قرن. وهنا نسأل عبدالستار عن مدى تعمّده أن تكون الرواية تاريخية فيقول “الرواية التاريخية ماتت مع جورجي زيدان ففي السابق كان تمثّل التاريخ والتطابق مع رواية الواقعة هو هدف فني بحد ذاته، لكن هذا المفهوم تغيّر مع المدارس الإبداعية الحديثة ومع تطور علم الرواية، لذلك لن أروي التاريخ بوقائعه ومصادره وإنما سأبتكر واقعتي الخيالية وأستعرض فكري ومهاراتي، وأتستر بالشكل التاريخي سعيا إلى خلق الفن وإقناع القارئ بفكرتي وقراءتي لمجرى الحياة”.

ويضيف “ترتر لا تتصل بالتاريخ إلا بالواقعة التي تخص زيارة إمبراطور ألمانيا فيلهلم الثاني إلى إسطنبول بعهد السلطان عبدالحميد الثاني، وبفكرة إنشاء خط سكة حديد برلين- بغداد. القضية أنني أسقط المتخيّل على الحاضر وأوظف قدرة فن الرواية على تمثّل معطيات الوعي قديما وحديثا، كي أستجلي الثيمة الإنسانية وأجعل دورة الحياة جلية وملخصة بإتقان. الفن الروائي منظومة خيالية شديدة التعقيد وهو من أكبر مجهودات العقل ويجب أن يكون مستوفيا لشروط التطابق مع الخلية الحياتية الحية، وهذه العلمية تتطلب أيضا وجود إغراءات إبداعية كثيرة منها التشويق والبنى الساندة التي تمزج المتعة بالفكر المستخلص من التجربة”.

المصدر: موقع العرب

 


أضف تعليق