الدراسات التي تناولت الرواية السعودية تشترك في تقسيم مراحل التطور الروائي وفق فترات زمنية، وليس وفق أعمال روائية تخضع لتحولات مختلفة، وفي دراسة للدكتور منصور الحازمي صدرت عام 1981 قسمت اتجاهات الفن الروائي إلى الرواية التعليمية الإصلاحية، والتاريخية، والمغامرات، والرواية الفنية.
وذكر الباحث محمد القشعمي أن الرواية العربية بدأت في المملكة بتأليف رواية “التوءمان” عام 1349هـ، طبعت في دمشق، لعبد القدوس الأنصاري، وأول رواية طبعت بالمملكة كانت في عام 1354هـ هي رواية “الانتقام الطبيعي” لمحمد نور الجوهري.
الفن الروائي اليوم يقف أمام تحدٍّ مهم يتمثل بتغير مزاج المتلقي، وطرق تلقيه المنتج الأدبي، وقد وصف الروائي السعودي هاني حيدر الرواية السعودية بأنها تمر بمرحلة تشبه إعادة التشكل، وتمر بمخاض سيُخرج خلال السنوات المقبلة أفضل ما عندها، مشترطاً أن “يحظى الكتاب الشباب بدعم أكبر من المؤسسات الرسمية ومن دور النشر المحلية، وأن تُردم الفجوة بينهم وبين النقاد والكتاب الأكثر خبرة.
وانتقد حيدر في حوار مطول أجرته معه صحيفة “الاقتصادية” السعودية، نظرة كثير من كبار النقاد إلى الأدب الشبابي، حيث يُنظر إليه أحياناً بنظرة دونية، متناولاً تجربته في إصدار رواية “ملحمة أركاديا”، وهي فانتازيا تاريخية، استغرقت كتابتها سبع سنوات.
وأضاف: “في رأيي من مهام الرواية وخصائصها تثقيف القارئ وصقل لغته وزيادة منسوب المفردات في قاموسه، والحفاظ على كثير مما ورثناه من لغتنا العربية الفصحى، ولقد حاولت في هذه الرواية الزجّ بعدد من المصطلحات التي تدخل القارئ في جو أسطوري ملحمي مقارب للحقبة الزمانية المتخيلة في العمل، مع الحرص على تفادي المفردات الموغلة في الغرابة، والاكتفاء بالتي يمكن فهم معانيها من سياق الجملة، والحمد لله تلقيت عديداً من الردود الإيجابية حول هذه المصطلحات”.
ودعا حيدر النقاد إلى دعم المنتج الشبابي، وإلى “تلقي العمل بموضوعية بعيداً عن الأحكام المسبقة، فنظرة كثير من كبار النقاد دونية أحياناً إلى الأدب الشبابي، ولا ننكر ضعف كثير منه، لكن الشباب بحاجة إلى الدعم والنقد البناء، وليس إلى المعاداة والمحاربة والإسقاط، ولا سيما أن هذا الزمان هو زمانهم، وهم أمر حاصل واقع لا مناص منه، فليت بعض نقادنا الكبار يلتفتون إلى المنتج الأدبي الشبابي ويقرؤونه بعناية، ويحتوون الشباب من أجل مشهد أدبي محلي أكثر روعة”.
وتابع قائلاً: “برأيي إن الرواية السعودية هذه الأيام تمر بمرحلة تشبه إعادة التشكل، تمر بمخاض سيُخرج- بإذن الله – خلال السنوات المقبلة أفضل ما عندها، شريطة أن يحظى الكتّاب الشباب بدعم أكبر من المؤسسات الرسمية ومن دور النشر المحلية، وأن تُردم الفجوة بينهم وبين النقاد والكتاب الأكثر خبرة، وبالنسبة إلي هاجسي الوحيد هو تقديم أعمال روائية تستحق القراءة وتليق بالقراء بعيداً عن الجوائز والاستحقاقات الشخصية”.