تدور معظم القصص في مجموعة «وجه رجل ميت» للقاص العُماني أحمد الحجري، في جو غرائبي تتكثف فيه الرؤى فيكتنفه الغموض حيناً، وسلطة الرمز حيناً آخر.
وتزخر القصص التسع داخل المجموعة الصادرة عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن»، بأشكال متنوعة من النهايات غير المتوقعة التي تحاول أن تولّد مزيداً من الأسئلة، وتفتح المجال أمام احتمالات كثيرة قد يؤدي إليها السرد.
جاءت المجموعة في ثمانين صفحة من القطع المتوسط، وكُتبت قصصها خلال مدى زمني متطاول يمتد بين عامي 2007 و2019. وتنوعت فيها الموضوعات، ما بين الرؤى الفلسفية، والقضايا المحلية المستمدة من طبيعة الحياة الريفية وشبه الحضرية في عُمان. وتبرز فيها الطبيعة العُمانية التي تحضر بوصفها خلفية لمعظم المشاهد والحكايات داخل المجموعة.
ووظف الحجري كذلك فنوناً أخرى داخل السرد لخدمة موضوعات المجموعة، كالفن التشكيلي، والسيرة والمذكرات. وجاءت اللغة مقتصدة في تعابيرها، محايدة في أحيان كثيرة وتقف في مسافة متساوية بين القارئ والنص.
ومما اقتبسه الحجري للغلاف الأخير للمجموعة: «كانت الرياح قد أزاحت كثبان الرمل وكشفت الغطاء الساتر لعظام وأشلاء بشرية متآكلة، هالنا منظر الجماجم المنقوبة بطريقة واحدة من فتحة من أعلى الرأس، دار في مخيلتي أنّ مَن فعل ذلك متعمداً كان يستهدف الأدمغة البشرية، بدت العظام شديدة البياض، وتعكس لمعاناً مشوباً بصفرة والشمس توشك أن تغيب، الضوء بدأ يهرب إلى الأعالي من هول المشهد، اقتربنا أكثر وإذا بتلك العظام قد أنبتت أوراقاً والجماجمُ الباليةُ قد أثمرت كتباً متناثرة مبعثرة الأوراق، وصوت البوم والغربان يتردد في الآفاق».
ويأتي هذا الإصدار بوصفه جزءاً من مشروع النشر السنوي الذي تتولاه الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، والذي ضمّ في عام 2020 عدداً كبيراً من الإصدارات التي تمثل أجيالاً متنوعة من كتاب وباحثين عُمانيين وعرب، وتعبّر عن عدد من المدارس والأساليب الفنية التي تغطي مساحة كبيرة من المشهد الثقافي والإبداعي العُماني.
المصدر: صحيفة الدستور الأردنية