تعيد الكاتبة الأردنية الشابة راما الرمحي زمن الحب العذري، في روايتها الأولى “يا ليته يعلم” الصادرة حديثا عن الآن ناشرون وموزعون في عمّان.
الكاتبة، التي تقع روايتها في حوالي مئتي صفحة من القطع المتوسط، آثرت أن تربط موضوعها عن الحب بالحرب، وكأن الكاتبة في هذا المقام تود أن تشير إلى أن الحب هو بديل لكل المصائب التي تمرّ بها شعوبنا العربية.
تدور الرواية حول قصة حب بين طالبة سورية مهاجرة، وطالب عراقي يدرسان في جامعة أردنية، مشاعر الحب العارمة في قلب كل منهما تجاه الآخر تظل حبيسة صدري المحبين حتى نهايات الرواية، لكنها تنتقل من أحدهما إلى الآخر، لا عبر التعبير المباشر، ولا حتى السلوك المباشر، بل عبر الحاسة السادسة، أو التواصل الروحي. يعرف القارئ عن هذه العلاقة من خلال السرد الروائي الذي تناوبت فيه الشخصيتان البوح، يتعرف القارئ من خلاله على حجم تلك المشاعر التي يكنُّها كل منهما للآخر.
وما يعيقهما من الاعتراف لبعضهما بتلك المشاعر، هو المكابرة من جهة الفتاة الملتزمة دينيا، والمحافظة اجتماعيا بعض الشيء، والخجل من جهة الشاب. وتمر العلاقة في مسيرتها ببعض المواقف التي تُؤزِّمها، ومعظمها قائم على الغيرة الشديدة عند الفتاة، لكن الغيوم التي تكدّر صفو العلاقة بين الحين والآخر سرعان ما تنجلي.
مشاعر الحب المتأججة عند الشابين تتفجر، تفرض على كل منهما تجاوز العقبات التي كانت تحول دون اقتراب كل منهما من الآخر، عندما تجمعهما صدفة رحلة علمية مشتركة إلى دولة أجنبية، تجعلهما يتواصلان مع بعضهما بشكل مباشر، وتنفضح مشاعر الحب النبيلة من خلال سلوك كل منهما تجاه الآخر من اهتمام واعتناء ببعضهما، يتجلى بعضها على شكل تضحيات تقوم بها الفتاة، عندما تجد الشاب الذي تحب يمر بأزمة نفسية، كادت أن تحول دون تخرجه من الجامعة بسبب عدم تقديمه تقرير تخرج نهائي، فتكتبه هي عنه وتقدِّمه من دون علمه، ليحصل به على علامة أعلى من علامتها.