تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«الهائمة».. رواية توثق وجع الوطن وتروي حكاية الأيادي البيضاء

«الهائمة».. رواية توثق وجع الوطن وتروي حكاية الأيادي البيضاء

بحبر الألم والأوجاع التائهات كتبت (منال محمد يوسف) قصص من غرقوا، ولم يجدوا فرصة للنجاة وللحياة بالرغم من أنهم يستحقونها، قصص لأبطال من الواقع حرقت جراحات الحرب ذواتهم قبل كل شيء.

في رواية حملت عنوان (الهائمة) أرادت الكاتبة يوسف أن توثق وجع وطن، وتروي حكاية كل يد بيضاء، ويد التاريخ المظلوم قطعت ظلماً وبهتاناً.

زارت روحها الهائمة كل شبر على أرض سورية يختصر نورانية الأماكن، بشخصية البطلة أماني التي أضاعت زوجها يوسف وابنها الصغير ورد، ودخلت بغيبوبة أخذتها ذاتها الهائمة فوق سفوح الأقدار وفوق تلول الياسمين، وفي مسيرة بحثها عن طفلها ورد تقابل الرجل القبيح الذي يسمى “حرب” الذي كان يقتل ويدمر. وتتابع مسيرتها الهائمة رغم غيبوبتها تزور معظم الأماكن الأثرية وتشاهد وجوهاً عديدة، وتسمع لقصص مختلفة، وفي بعض الأحيان تتخيل أن الأماكن السورية تنطق من قسوة ماحصل، وتروي لها عن الظلم الذي ألم بها.

رحلة التيه في أماكن شهدت وجع شخوصها، فتارة نراها بشخصية الأم الثكلى التي تبحث عن ابنها وزوجها المخطوف والتي تشتهي ألا تذبح أمومتها من الوريد إلى الوريد، وتارة أخرى نراها تروي وجع الحجر قبل البشر من خلال زيارتها لمدينة تدمر التي تشتاق الحياة بكل روعتها وتفاصيلها، تشم فيها رائحة العطر ودماء الأحبة ونخيلها الهارب يسأل عما تبقى من رطب، لتقابل صديقتها ناتاشا التي تبحث عن أخيها الضابط الروسي الذي استشهد في تدمر ونال وسام الاستحقاق من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً.

وتنتقل روحها الهائمة إلى حلب الشهباء حيث قلعتها الصامدة بأحجارها القديمة وحكايات عشاقها، وتحضر أمامها بكل مكوناتها ومجدها النائم أو الهارب.

وفي محاولة منها أن تغفو قليلاً تسمع صوت الكثير من الماء، ماء من الأحزان كان يتدفق كفرات تغير وجهه، وعذب كلامه، وتسأل نفسها كيف سأعبر فرات الأحزان والأيام بعد تدمير جسره المعلق؟! كيف ستمشي هكذا بلا روح؟!.

ثم تصل بعدها لمدرج بصرى في درعا حيث كان التعب حكاية تكتبها وتشرب من ظمأ قمحها وخوابي أيامه وسنينه.

المصدر: صحيفة الجماهير


أضف تعليق