سقاية .. سقاية .. ادخلي الجحر ..
في تلك اللحظة التي أكمل فيها سليمان كلماته.. كانت الخيل تصهل في رأس التل الرملي متجهة إلى الفريق تحت شمس الصباح الباكر.. وكنا نتوقع هذا الهجوم منذ فترة.. حيث أن هذه الهجمات المفاجئة أصبحت كثيرة من جماعة لا ندري من أين أتوا وإلى أي القبائل ينتمون .. وأصبحت ديارنا التي كانت هادئة وآمنة في سابق العهد.. أصبحت الآن أكثر الديار خطورة في دارفور .. ونحن الآن قادمون من قرية كبيرة عامرة بأهلها وسوقها ولكن جاء رجال من الحكومة قبل ثلاثة أشهر وطلبوا منا أن نرحل من قريتنا هذه لأسباب لا ندريها.. وأمروا شيخ القرية أن يقشم السكان إلى أربعة مجموعات.. وأن ترحل كل مجموعة إلى جهة مختلفة بعيدة عن الآخرين.. ولما كان الشيخ قد علم قبل ذلك بالمخاطر التي تهدد القرية فقد انصاع للأمر خاصة وأن هجمات قد تمت على قرى أخرى مجاورة أبيدت وحرقت بمن فيها.. وهكذا قررنا نحن أولاد الشيخ محمد حسن دودين أن نرحل لهذه الجهة التي كنا نظن أنها في مأمن من الهجمات..