فتاة ريفية جميلة تدعى “نورة”، جائعة، وتائهة وسط المدن الباردة، أخذتها خطواتها إلى ضوء ذلك الكوخ، الدافئ، فجاءت مسرعة خوفاً من أن يشتد ضياعها وتموت. استقبلها عبد الرحمن وأصدقاؤه، ورحبوا بها بينهم. “أملك ذلك الكوخ لأجتمع وإياهم كل سنةٍ حين يهطل المطر في موسمه، كان لقاءً خفيفاً جداً، مضحكاً بعض الشيء، ولكنه ترك أثره على حياة بأكملها. أخذها القدر إليه صدفةً، فأيقظ عبد الرحمن مشاعر الحب النائمة منذ سنين داخلها، كان حباً من أول لقاء، لقد عرفت نورة أن الإيمان بالحب قدر، وقدرها كان متعلقاً به. فأقسما معاً قسم الحب. ولكنه كان قسماً سرياً، قابعاً في ذاتهما، فهما يعيشان في مجتمع يختار للرجل زوجه، وللمرأة زوجها، أخفت نورة مشاعرها ، مرت السنون، ولكن بقيت فتاة الريف بالنسبة إلى عبد الرحمن “حبيبة المشاعر المقدسة”. إنه الحب الذي لا يمكن أن يتلاشى وينقطع، عابراً المسافات والسنين، قابعاً في النفس حتى آخر العمر.