تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

أرتكاتا

أرتكاتا

كنا على وشك الرحيل عندما قبّلتني سوليداد فيدل (جدتي لأبي)، وهي تضع في يدي -بطريقة سريّة- عملة ورقية بائسة، ورغم أنني لم أكن –وقتها- أعرف قيمتها على وجه التحديد، كما أنني لم أتوقع منها أن تفعل ذلك؛ إلاّ أنني غضبت، لأنها لم تجد غير تلك العملة المهلهلة لتعبّر بها عن مدى حبها لي، واكتفيتُ بالسماح لها بتقبيلي، بشفتيها الرطبتين، دون أن أبادلها القبلات تعبيراً مني عن استيائي البالغ للإهانة التي وجهتها لي. أذكر أنها بكت ذلك اليوم لسبب لا أعرفه، فلم أكن لأصدق أنها تحبني لدرجة البكاء عند توديعي، غير أنني اكتشفت عكس ذلك عندما وصلنا إلى “كوينكا” بعد رحلة طويلة ومتعبة أصبت فيها بالجدري، وربما كانت أمي أكثر المتضررين من هذه الرحلة، إذ كان عليها أن ترعى طفلاً مريضاً، وفتاة مزاجية مشاغبة هي جوانيتا سارجينيو أختي التي تكبرني بعامين.