يقترح هذا الكتاب غمار من الأسئلة كما يقترح صياغة بعض الأجوبة مع التشديد على حضور النص, تتناول هذه الدراسة تطور الرواية العربية ومنغصاتها خلال أكثر من عقد من استسهال لغوي وتفاقم الأخطاء الإملائية والنحوية, ويتصل بهذا الامر الإيثار المتفاقم للعاميات في إدارة الحوار بخاصة بين الشخصيات, كما في المتون السردية.
لكن الخطر الأكبر هو ما تراءى لي منذ سنوات من تأزم الحداثة الروائية العربية, عبر التقنين وعملية التجريب وشرنقة الذات وغواية الإكزوتيكا التي تلوح للترجمة إلى اللغات الأخرى. كذلك تطور السيرية في الرواية العربية, سواء السيرة الذاتية أم السيرة الروائية ام ما يدعوه السيرة النصية, أي سيرة كتابة الرواية. على مستوى آخر تبدو الحفريات الروائية في التاريخ معولة بخاصة على التناص الصريح.
لا زال هناك الكثير مما ينبغي قوله في العرس الروائي العربي, ومنه قيام روايات عديدة كليا او جزئيا على الرحلة, ومع ذلك أراني ألوح بما كتبت منذ سنوات, وآنس الى ما كتب سعيد يقطين مشخصا التحدي الذي يواجه الرواية العربية.