في العصر يركض الأميال الثمانية، ويتابع في الصباح تمريناته على السلاح، بدا يعتاد على السلاح ويتعامل معه كقطعة أثقال لكنه احتاج أشهراً لينال من الصفيحة التي تحملها المرأة على رأسها. وفي مرات لاحقة راح والده يلصق صوراً على الصفيحة. “أريد الرأس”.. وهو يجيد ذلك بحرفة عالية.
لاحظ الفتى أن والده يشيخ بسرعة. “أنت تبدو عجوزاً يا أبي!”.
“إنني أحمل يحيى على ظهري، يكبر فوق كتفي، يبني بيته، يتزوج، وينجب أولاداً أحملهم على ظهري”. يتكئ الأب على الأرض حتى ينهض. ولم يهن حين يتعلق الأمر بإسماعيل. ترك لحيته تنسدل كشعر من رماد حتى غطت صدره ونسي حقييبة تجمله. تحسبه من بعيد أحد أولئك المؤمنين جداً، وحين تقترب منه ترى في عينيه سماء يغمرها الحقد.