“استمر غياب أبى، مما زاد شقاء أمى وعجزت عن الاستمرار فى إخفاء هذا القلق، حتى وصلنا خطاب ينعى استشهاده، أخذت تترنح في ردهة الألم عبثا تحاول أن تمزق قرائن الواقع، تقطف من خيوط الهواء شذرات الكلمات التي تحمل الخبر، شعرت بأن الأرض تميد من تحتها، لم يعد هناك ما يصبرها على ضيق الحال، فالإنسان عندما يملك الأمل يمكنه أن يتحمل معاناته، فهو يستطيع خداع يأسه عندما يمنى نفسه أن هناك قادماً سيخلصه من المعاناة، رغم جهله بالوقت وعندما يفقده يكون أضعف من أن يدرأ الوهم الذى يحيل أيامه إلى كدر متصل، شعرت بكيانها ينهار داخل جسدها الضئيل، وعمرها الذى لم يتعدّ العشرين عاماً وأربعة أطفال”.
أيام بلا حب
