أين ولدي؟ حكاية اختطاف صبي سوري
“تلفّتَ يمنة ويسرة. في تلك المعمعة يبدو أن أحداً لم يلتفت لما قام به. حمل الصبي بين ذراعيه، واجتاز به الشارع فتح باب السيارة ووضعه برفقٍ على الكرسي المحاذي لكرسي السائق. نظر إليه نظرةً متفحصةً قبل أن يشغل المحرك وينطلق مسرعاً. في أعماقه أحس أن هذه المرة ليست ككل مرة. شيءٌ ما تحرك في نفسه ولم يتمكن من السيطرة عليه. ربما تكون عمليته الأخيرة”.
لعل هذا المقتبس الذي يفتتح به الدكتور وليد عودة روايته الجديدة “أين ولدي؟”، يشكل مدخلاً مناسباً لقراءة حكاية اختطاف صبي سوري خلال الأحداث الدامية الأخيرة التي اندلعت في سورية وما ترتب عليها من نتائج كارثية كان الأطفال أحد أهم ضحاياها.
وفي الرواية يختطف صبي سوري في التاسعة من عمره على يد قناص طمعاً في بيعه إلى عصابة مختصة في المتاجرة بأطفال التبني، والغاية من خطفه بيعه إلى عائلة السيد فلوريان في ألمانيا الذي فقد ابنه توماس الذي أتم التاسعة من عمره قبل أن يقضي في حادث سير مروع، ويقع على القناص تنفيذ هذه المهمة. وفي سبيل تحقيق هذه الغاية، يدخل القناص سلسلة من المغامرات التي تكون أرضها بلدان عربية وأوروبية براً وبحراً وصولاً إلى تنفيذ المهمة بحذر وتسليم الطفل غسان إلى تلك العصابة لتنقله بدورها إلى ألمانيا؛ وليكون بديلاً مناسباً عن توماس حيث الشبه الكبير بين الطفلين الذي يجعل من عملية الاختطاف ذات ثمن باهظ؛ فالمطلوب صبي عيناه خضراوان واسعتان. ملامحه رقيقة. أنفه مستقيم مع ارتفاع طفيف في أرنبته. مبسمه صغير. أسنانه بيضاء وسليمة.