كان يوماً عاصفاً بالمطر… ورائحة الأرض… والرياح تعوي في كبد السماء… وتمزق ركام السحب شر ممزق… فتنهمر مياه السماء في قلب الأرض وفي مياه البحر وتضطرب الأمواج… وترفع النساء أكفهنّ إلى السماء متضرعات هلوعات في رجاء: أن يعود الرجال إلى اليابسة بسلام… وكانت سفن أهل الجبيل تأتي متهادية من أعماق البحر وقواديمها مشرئبة! خطوات بيننا وبين البحر.. الذي كانت أمواجه تتكسر موجة موجة وهي تمسح نبض مسامعنا…
إني أشم رائحة مريم – الجزء الثاني
