برحيل زمن رجل ما يبدأ زمن رجل آخر…” إذا ما قرأنا سيرة حياة “ابن طرَّاق” سنجدها حكاية تتشابه وربما تتكرر في كل مدينة، وفي كل مجتمع، وداخل كل ذات. المطلوب منا كقراء التأمل فقط في الناس من حولنا. وسنكتشف الشبه. ربما كان أحدنا في المستوصف الذي توفي فيه ابن طرَّاق – “كمثل كلب أضاعه أهله في الصحراء” – وآخر كان في المسجد يصلي عليه، أو في المقبرة التي دفن فيها. “ابن طرَّاق” حكاية لا تخص حالة بعينها، أو حي، أو شارع، أو مدينة، فجميع أبطالها أصدقاء لنا، حكاياتهم تتشابه، وتتكرر في كل زمان ومكان. سنختار بعض أبطالها ليقصوا علينا، لا بل ليبوحوا لنا بأسرار الذات. ربما يعتبرها البعض مجرد ثرثرات ولكن في طياتها بكاء وتألم عميق، إنها اعترافات على أرض الورق فلتقرأ بعضاً مما تبوحه شخوصها: جبل: “أنا بحاجة الآن أن أحكي لغريب، والحديث للغرباء يداوي النفوس كثيراً شريطة أن لا نراهم أو يدخلوا حياتنا بعد حديثنا لهم، نرمي أسرارنا معهم ويرمون بأسرارهم معنا ونمضي ويمضون…”.
ابن طراق
