وما بين رحلة صعود الغراب وسقوطه يروي المؤلف عشرات القصص لمختلف الحالات التي يكون عليها أطفال الشوارع من لقطاء وأيتام ومنبوذون، وآخرون لا آباء لهم ولا مأوى، وبعض ثالث هم نتاج رجال يمارسون الجنس في الأزقة والطرقات، مع نساء هاربات تائهات، يقول: “في السبيل” تجد في كل حين مولوداً في ثورة أو برميل زبالة، أو عند عتبة بيت، أو أمام باب مسجد، أو عند ثلاثات مياه السبيل الموزعة في الشوارع، ثم يجدون صدوراً حانية، ولبن أمهات لا ينقطع”.
أما عن لغة السرد في الرواية فذات مستويات متعددة بدورها يتجاوز فيها السروي مع الشعري مع الوجداني وقد تندمج هذه المستويات معاً في تناغم جميل يمنح هذه اللغة فرادتها وتميزها، ويجعلها بمنأى عن السقوط في مباشرة اللغة الروائية من جهة وفي غموض اللغة الشعرية من جهة ثانية، وبين السرد والحوار تتضح الرواية بذات المؤلف الباحث عن نقطة ضوء تضيء دروب ملايين الأطفال في هذا العالم المتوحش…
اطفال السبيل
